أقامت رابطة الجامعات الإسلامية احتفالها بيوم اللغة العربية بالتعاون مع كلية الإعلام- جامعة الأزهر، صباح الأربعاء الماضي، الموافق 16 من ديسمبر الجاري ندوة علمية بعنوان «حماية اللغة العربية.. الوسائل والطرائق»، والتي شارك في فعاليتها كوكبة متميزة من علماء وأساتذة اللغة العربية في الجامعات المصرية، فضلاً عن شخصيات سياسية وإعلامية من المهتمين باللغة العربية والحفاظ عليها وعلى مكانتها بين لغات العالم. أقيمت الندوة تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور أسامة محمد العبد- الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والأستاذ الدكتور محمد حسين المحرصاوي- رئيس جامعة الأزهر، تضمنت محاور الندوة عبر جلستين: وسائل حماية اللغة العربية في العالم الرقمي، وأيضًا جدلية الفصحى والعامية وحماية اللغة العربية من هجوم اللغات الأجنبية، فضلاً عن محور تناول مناقشة لغة عربية تلائم الجماهير. وقد شارك بالحديث في هذه المحاور كل من الأستاذ الدكتور رئيس جامعة الأزهر، وكذلك عميد كلية الإعلام، والأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد- مقرر لجنة النهوض باللغة العربية بالرابطة. كما أُلقيت بعض القصائد الشعرية التي تظهر أهمية لغتنا العربية ومكانتها وأهمية وضرورة الحفاظ عليها، وتقديم كل الدعم المطلوب لها. وفي كلمته الضافية التي نالت استحسان كل حضور الندوة أشار معالي الأستاذ الدكتور أسامة العبد الأمين العام للرابطة- إلى حرص الأمانة العامة على تقديم الدعم الكامل لكل اللجان داخل الرابطة خاصةً لجنة النهوض باللغة العربية. حيث أكَّد معاليه قائلاً: إن اللغة العربية لغة العبادة لكل مسلم سواء نطق بالعربية أو لم ينطقها، وهي اللغة السادسة كما اعتمدتها الأمم المتحدة، كما أنها لغة مثمرة وقدرتها كبيرة على نقل العلوم والمعارف، وهي ركن من أركان العلوم الثقافية، فضلاً عن أنها لغة عذبة وبحمايتها نحفظ لأمتنا هويتها، يقول الله تعالى: (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)، فلغة القرآن هي لغة رابط بين الماضي والحاضر والمستقبل. كما أوضح معاليه أن الاستعمار على مرّ العصور حاول أن يبعد الشباب، بل الشيوخ عن لغتهم، حتى يقطع بين الناس وبين القرآن الكريم والسنَّة النبوية المشرفة، ففي دول المغرب العربي- مثلاً- طغت اللغة الفرنسية على اللغة العربية، بل إن المكاتبات الرسمية تتم بالفرنسية، وهذا لا يجب أن يكون؛ لأننا بذلك نُضيع بأيدينا هيبة اللغة العربية وحقها، مستنكرًا ما يتم تداوله بين الناس من استخدام لغة (الفرانكو آراب)، مما يتسبب في البُعد عن هويتنا العربية والإسلامية. وتقديرًا لدور الأستاذ الجامعي في الحفاظ على اللغة العربية، أكَّد معالي الأستاذ الدكتور أسامة العبد، على أنه إبان رئاسته لجامعة الأزهر، قد أصدر قرارًا يستهدف المحافظة على اللغة العربية الفصحى، وما زال هذا القرار يُطبق في جامعة الأزهر إلى الآن، مما سهّل على الطلاب الوافدين فهم دينهم والتعلم بشكل أيسر، فضلاً عن الحفاظ على هويتنا العربية. كما أشار معاليه إلى أنه تقدم بأكثر من طلب إحاطة في البرلمان لوزراء ومسؤولي مجمع اللغة العربية عن أهمية تفعيل قانون اللغة العربية الذي جاء في الدستور، وأنه يجب الارتقاء بها في كل محافلنا واجتماعاتنا، لا سيما وأن القانون يكفل الحفاظ على اللغة العربية، مشيرًا أنه لا يصح أن تكون اللافتات والأسماء التجارية وغيرها بغير لغتنا العربية. وفي ختام كلمته أشار معالي الأمين العام للرابطة، إلى أن الرابطة سوف تقوم من خلال لجنة النهوض باللغة العربية بطبع كتاب يضم كل ما دار في هذه الندوة القيّمة من بحوث، وقصائد شعرية، وتوصيات، حتى تتحقق كل الأهداف التي ننشدها للارتقاء بلغتنا العربية والحفاظ عليها. وحفظ الله مصر من كل سوء، ومن كل مكروه.