إن وثيقة مكة المكرمة التي وقعها كبار علماء المسلمين في العالم تحمل في طياتها قيم الإسلام الرفيعة للإنسانية, وتدل على أن الخطاب الإسلامي متجدد غير جامد؛ لأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان, وقد وُقعت في مكة المكرمة حاضنة المقدسات الإسلامية وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين بالمملكة العربية السعودية الشقيقة رائدة العمل الإسلامي. وكان الحشد المبارك لأهل العلم بمجهود طيب من رابطة العالم الإسلامي وأمينها العام معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى –حفظه الله- الذي آل على نفسه تقديم وسطية الإسلام واعتداله إلى العالم كله ليعرف حقيقة الإسلام الصحيح القائم على الأخوة الإنسانية والمودة والمحبة ونشر السلام العالمي القائم على العدل ومحاربة التطرف والإرهاب. 

وقد اكتمل عِقد الكمال لوثيقة مكة المكرمة بإعلان مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي إقرار واعتماد وثيقة مكة المكرمة كوثيقة مرجعية في المؤسسات الوطنية والإقليمية ذات الصلة بالعالم الإسلامي, بما في ذلك المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية في بلدانهم كافة.

 ورابطة الجامعات الإسلامية التي يتمتع بمظلتها أكثر من مائتي جامعة حول العالم تؤكد على المعاني الواردة في الوثيقة التي أقرها 1200 مُفتٍ وعالم حول العالم, والواردة في اجتماع وزراء خارجية العالم الإسلامي خلال دورة مجلسهم ال (47) المنعقدة في جمهورية النيجر. وتبارك هذه الخطوة؛ ليعم التسامح والتفاهم والتعاون بين الشعوب والدول بمختلف دياناتهم وثقافاتهم وتعزيز الأمن والتعايش السلمي.

الأربعاء: 15 جمادى الأول 1442ه الموافق 30/ 12/ 2020م