شاركت رابطة الجامعات الإسلامية في افتتاح وحدة التحول الأخضر ومركز التنمية المستدامة بجامعة عين شمس، وقد جاء هذا الافتتاح في ظل احتفالات الأمم المتحدة بيوم البيئة العالمي، وفي إطار التعاون المشترك بين كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس والاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، بحضور كبار قيادات الاتحاد وجامعة الدول العربية وبمشاركة العديد من الهيئات والمنظمات العربية والإقليمية ذات الصلة؛ وذلك يوم السبت الموافق ٥ يونية ٢٠٢١م. وتعد الوحدة هي الأولى من نوعها ، فهي تهدف لأن تكون متميزة في تقديم وطرح المشروعات البيئية ،وتتضمن العديد من النماذج التطبيقية التعليمية في مجال الاستثمار الأخضر ومواجهة التغيرات المناخية وتطبيقات التنمية المستدامة. كما تسهدف تحقيق التنمية المستدامة والإسهام في إيجاد الحلول العلمية والتطبيقية للتحديات التي تواجه التنمية المستدامة بالمنطقة العربية، فضلا عن تفعيل دور التقنيات الحديثة لتطوير مشروعات التنمية، مع وضع الأسس والمعايير العلمية التي تساعد في جودة تنفيذ مشروعات التنمية، من خلال تنفيذ البرامج والأنشطة المتنوعة التي تساعد على النهوض بالمجتمعات العربية والعمل على تطوير ورقى البيئة، فضلا عن وضع الدراسات التي تسهم في ترشيد استهلاك المياه وتطبيق التقنيات المختلفة لإعادة إستخدامها مثل المياه الرمادية والاستفادة منها فى الزراعات المستدامة، مع إعداد منظومة متكاملة لإدارة المخلفات وتعظيم الاستفادة منها. وقد ألقى معالي الأستاذ الدكتور أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية كلمة خلال مشاركته جاء فيها : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.. العلماء الأجلاء كل باسمه وقيمته وقامته, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, الشكر واجب للجميع وأخص ذكرًا معالي الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية ومعالي عميد كلية الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس على دعوتهما الكريمة, وعلى هذا العمل الذي يحقق أهدافًا نبيلة بمناسبة احتفال الأمم المتحدة بيوم البيئة العالمي, حيث يتم افتتاح هذا الحدث العلمي المهم. أيها الحضور الكريم: خلق الله سبحانه وتعالى الكون فأبدعه وأحسن صنعه, قال تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}, وقال تعالى: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}, ويقول تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ * وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها }. فرق شاسع ما بين خُضرةٍ مستدامة أو صحراءٍ جرداء تلحق بالنفس الحسرة والندامة, ومواجهة الكوارث أو القعود حتى يعم البلاء. وقد خاطب الله العقلاء فقال: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (البقرة:164). فإفساد البيئة تلوث ودمار, والمحافظة عليها أمن وأمان, وقد نهانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن الإفساد في كل شئ فقال: (لا ضرر ولا ضرار) كما نهانا عن التبول في الماء الراكد أو تلوث ظل الأشجار, بل جعل إماطة الأذى من شعب الإيمان. السادة الحضور: إن رابطة الجامعات الإسلامية كمنظمة دولية تضم في عضويتها مائتي جامعة تقريبًا على مستوى العالم تُولي قضية البيئة اهتمامًا خاصًا, حيث عَقَدَتْ العديدَ من الندوات والمؤتمرات الدولية في الفترات الماضية لتناقش هذه القضية وكل ما من شأنه العمل على التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة, كما أنشأت لجنة البيئة والصحة والتنمية المستدامة التي تضم كوكبة من أهل العلم والاختصاص؛ وذلك بهدف تطوير الدراسات البيئية في الجامعات. ورابطة الجامعات الإسلامية يُسعدها أن تكون معكم فيما تصبون إليه من أهداف سامية لخدمة العمل العربي المشترك وتحقيق التنمية المستدامة. العلماء الأجلاء: الكون قائم على التوازن بموجب السنن الإلهية قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} والإخلال بهذا التوازن من صُنع البشر قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}. ومطلوب منا الحفاظ على البيئة بفطرتها وتنميتها قال تعالى: {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرضْ} حتى في الكلمة طالبنا الله أن تكون طيبة فقال سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}. ولي عبارة أقولها في كل المحافل الدولية: (ما تنفقونه على الحروب أنفقوه على حفظ الأنفس وتأليف القلوب), واسألوا الله معي أن يحفظ مصر من كل سوء ومكروه وأن يعيدها إلى قيمتها وقامتها العربية والإفريقية والإسلامية والعالمية.
كافة الحقوق محفوظة لرابطة الجامعات الإسلامية © 2023