التشريعات الإعلامية ودورها في مكافحة الإرهاب

إعداد

أ.د/ جعفر عبد السلام

الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية

أخذت معظم الدول في العصر الحديث على نفسها مهمة وضع التشريعات الكفيلة لمحاربة الإرهاب، ومن ذلك جمهورية مصر العربية.

وإذا بدأنا بالدستور، فإننا نجد العديد من النصوص في التشريعات الحالية وفي ظل دساتير 1923م، 1973م نضع ضوابط لتشريعات، تأتي من تقييد الحريات المطلقة التي تقررها الحريات الإعلامية والتي وضعت إعلانات حقوق الإنسان أسسها. ونجد توصيات مهمة في هذا الشأن في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966م.

فالمادة 29 من هذا العهد نصت على أن للدول الحق في أن تضع قيودا على حرية التعبير، ووضعت الضوابط التي ترجع إليها هذه القيود فيما يلي:

1-    ضرورة أن يضع الضوابط المشرع، فلا يجوز لسلطة أدنى – كالسلطة التنفيذية- مثلا أن تضعها.

2-    ضرورة أن تتبنى هذه القيود:

-       عدم الإساءة إلى الآخرين إعمالا للمبدأ المعروف "إنك حر ما لم تضر"، فيجب ألا يؤدي إطلاق الحريات إلى الإضرار بالآخرين.

-       أن تستهدف هذه القيود عدم الإضرار بالأمن القومي أو الدعاية للحرب أو الإرهاب أو الدعوة إلى العنف أو للتحريض عليه بأي شكل.

-       ونجد تفصيلات عديدة لهذه القيود في قانون العقوبات المصري الذي يعاقب على القذف والسب والإهانة، كما يعاقب على تحبيذ العنف أو الإرهاب بأي شكل من الأشكال. وهكذا نجد دورا ملحوظا للتشريعات الإعلامية المصرية وتشريعات كثير من الدول إلى نبذ العنف وتحريم العدوان.

والله ولي التوفيق

 

الإعلام.. والإرهاب علي خط المواجهة

إعــداد

أ.د. سـامـي الشـريـف

عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والقائم بعمل وزير الإعلام الأسبق

لقد أصبح الإرهاب بشتى أشكالة ظاهرة عالمية تخطت أخطارها كل الحدود، وأدركت كل دول العالم وشعوبه حتمية تنسيق الجهود لمحاصرته والتصدي له.

وفي كل المحاولات المحلية والإقليمية والدولية التي سعت لوضع خطط واستراتيجيات لمكافحة الإرهاب كان "الإعلام" حاضرًا علي الدوام بوصفه أحد أهم الوسائل التي يمكن ـ إذا ما أحسن توظيفها ـ أن تكون أدوات فاعلة للتصدي للإرهاب والقضاء عليه.

ولقد برزت أهمية دور الإعلام بوصفه محددًا مهماً لتفاقم ظاهرة الإرهاب، وفي ذات الوقت وسيلة مهمة للقضاء عليها. ولطالما اتُهمت وسائل الإعلام بتوفير بيئة خصبة لإنتاج وصناعة الإرهاب بما تنشره وتروج له من قيم وأفكار متطرفة، كما أنها كثيرًا ما تكون منابر يخاطب ـ من خلالها ـ الإرهابيون كل شعوب العالم مدافعين عن وجهات نظرهم ومبررين أعمالهم الإرهابية وداعين لمزيد من الدعم والتأييد.

ويبدو أن التطورات المتلاحقة التي شهدها العالم بثورتي الاتصال وتكنولوجيا المعلومات قد وفرت فرصًا غير مسبوقة للإرهاب، كي يبث رسائله وأفكاره عبر الحدود دون عوائق أو قيود.

وفي ظل تكنولوجيا الاتصال اكتسب الإرهاب زخمًا واسعًا بسبب ما أتاحه له الإعلام من ذيوع وانتشار.

ولطالما كانت العلاقة بين الإرهاب والإعلام مثار جدل وخلاف، هل هي علاقة دعم أم علاقة مواجهة؟!

وإيمانًا بالدور المهم الذي يضطلع به الإعلام في مكافحة الإرهاب تعرض هذه الورقة لحدود العلاقة بين الإرهاب والإعلام في محاولة للوقوف علي ملامح استراتيجية إعلامية للتصدي للإرهاب وتفنيد مزاعمه.

والله من وراء القصد

 

 

مسؤولية الإعلام فى مواجهة التطرف الدينى والإرهاب

إعداد

أ.د. حسين أمين

مدير مركز أدهم والأستاذ بالجامعة الأمريكية

      فرض المشهد الإعلامى نفسه في الواقع المعاصر ليكون هو السلاح الأجدر للوصول إلى الناس؛ بل والسيطرة علي أفكارهم في كثير من الأحيان، ليصبح هذا الإعلام جزءاً من العديد من القضايا المطروحة على الساحة؛ سواء نتج ذلك عن قيامه بدوره المنوط به بشكل مسؤول ومهنى أو من خلال تخاذله عن هذا الدور.

      وإذا كانت القضية التي نحن بصددها اليوم تدور محاورها حول مشكلة خطيرة تهدد المجتمع بأثره؛ فإن الإشكالية الحقيقية التي تركز عليها نقاشات اليوم تكمن في العلاقة المتبادلة بين الإعلام بكل أشكاله وتأثيراته وبين الإرهاب والفكر المتطرف الذي تحوّل إلى داء فتّاك لم يتوصل المجتمع بكل أدواته إلى علاج نهائى لبتره من جذوره.

      وإذا كان التطرف والغلو هو المنبع الرئيسي للإرهاب فإنه لايمكن أن تقوم فئة بعينها بالدور الكامل في مشهد القضاء عليه؛ وإنما أصبحت إمكانية محو هذا الإرهاب في أيدي جهات عديدة تؤدى دورها بشكل متكامل ومتكاتف فى ضوء وعى ورؤية واضحة.

      ولا يمكن أن ننكر بأن الإعلام بشكل عام والإعلام الغربي على وجه الخصوص ساهم فى نشر ظاهرة "الإسلاموفوبيا" من خلال نشر وإذاعة بعض التقارير التي تساعد وتدعم الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين بعد انتشار حوادث الإرهاب فى الفترة الأخيرة والمرتبطة بشكل أو بآخر بإسلاميين على المستوى المحلى والعالمى.

      ولاشك أن تلك الصورة المغلوطة بالغة التعقيد وليست بسيطة التكوين كما أنها ليست بسيطة فى وضع حلول سريعة لها.

      إن المتابع بدقة للتغطية الإعلامية لقضية مهمة كالإرهاب والتي حظيت باهتمام عالمي.. يكتشف أن مفهوم الإرهاب يختلف في منطوق وسائل الإعلام حسب سياستها الإعلامية أو بمعني أصح حسب سياسات الدول الصادرة منها هذه الوسائل تجاه هذه القضية.

      وإن كانت الصورة تختلف حالياً بعدما طال الإرهاب العديد من الدول إلا أن الإعلام لازال يتعامل مع هذا المفهوم بشكل مختلف وهو الأمر الذي ينعكس على الدور الذي يقوم به الإعلام تجاه هذه القضية، وهو ما يدعونا للاعتراف بأن الإعلام قد يساهم في إنهاء قضية ما إذا قام بالدور الذي ينبغي عليه القيام به للصالح العام لا الصالح الخاص ـ وإذا ما أدى دوره بشكل واعى ومسؤول.

      قد لا نبالغ إذا قلنا بأن الإعلام هو السلاح الأقوي في أيدي الإرهاب وليس أدل على ذلك من أن جماعة إرهابية كـ"داعش" كانت أول مافطنت إليه هو استخدام سلاح الإعلام في التسويق والترويج لها وتضخيم إمكانياتها فاستخدمت أحدث التقنيات فيما بثته من رسائل إعلامية لتقول للعالم بأنه لن يقوي أحد على مواجهتي فأول ما استخمت استخدمت الإعلام في الحرب النفسية.

      لذا يتضح خطورة دور الإعلام في نقل للمعلومة؛ فتغطية الأحداث قد يكون سلبياته أكثر من إيجابياته؛ وهو ما يشير إلى أن الإعلام يمكن أيضا أن يكون له دور مضلل فى تضخيم الأحداث وعرض أحداث غير حقيقية؛ مما يفاقم من حجم هذه الأحداث ويسبب البلبلة فيكون وسيلة للمساعدة في التخريب وانتشار الإرهاب بدلاً من مواجهته والقضاء عليه.

      ومن هنا تظهر طبيعة العلاقة القوية والمتبادلة بين الإعلام والإرهاب فالإرهاب يستفيد من إمكانيات الإعلام.. والإعلام يعمل على تضخيم الأحداث؛ فتحول الطرفان بهذه الصورة إلى عوامل مساعدة يدعم كل منهما الآخر.

      لعل ما يمكن إدراكه من الوهلة الأولى بأن فوضي التعامل مع قضية الإرهاب وعدم وجود استراتيجية أو أجندة إعلامية موحدة لذلك؛ قد يكون هو المتهم الأول في تفاقم الإرهاب وبلوغه ذروته ليتحول إلى أداة تهديد للعالم أجمع وليس دولاً بعينها.

كذلك فإن الملحوظ على وسائل الإعلام أنها باتت تتعامل مع هذه القضية الخطيرة بشكل لحظي كتغطية عادية للأحداث فحسب؛ في حين أننا قد نفتقد وجود حملات إعلامية كاملة وومنهجة ومحكمة لمواجهة هذا الفكر المتطرف الذي يمثل سلاحاً يهدد وجود البشرية بأثرها.

      رغم ما يعرف عن الإعلام الغربي من استقلالية في تغطيته للأحداث والقضايا المتنوعة ؛ إلا أن الأمر قد اختلف بشكل نسبي في هذه القضية خصيصاً.. فمع زيادة حدة التفجيرات الإرهابية مؤخراً؛ بدأت حملات "الإسلاموفوبيا" والتعليقات العنصرية تغزو بعض وسائل الإعلام الغربي، وتراوحت ردود فعل الإعلاميين والصحفيين الغربيين بين محاولات التخفيف والتهدئة من الانتقادات والإهانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبين من اعتبرها مناسبة لإشعال شرارة التحريض العنصري.

      وإن كنت أري أن هناك موضوعية نسبية لدى بعض وسائل الإعلام الغربى؛ إلا أنها فيما يتعلق بقضية الإرهاب لم تكن هناك موضوعية واضحة؛ فاعتمادها على الفتاوى الشاذة التي تبيح القتل والعنف واستغلالها في تعزيز "الإسلاموفوبيا" في الغرب واستعداء الرأي العام على المسلمين هناك أكبر دليل على ذلك، ولاشك أننا عززنا تلك الصورة بشكل أو بآخر، وأعطينا مبررات لتكريسه.

وبعد هذا الطرح المختصر.. فإن الدور الحقيقي للإعلام بشكل عام والغربي بشكل خاص في مواجهة التطرف الفكري يتجلى في عدة نقاط نحتاج إلى وضعها موضع التنفيذ لا مجرد الطرح وفقط حتي يتخلص العالم أجمع من هذا الشبح الذي يهدد الجميع؛ حيث تتمثل هذه النقاط في الآتي:

  • القيام بواجب التنمية الفكرية والأخلاقية في المجتمعات وتوعية الشعوب ورسم صورة حقيقية لهذا الخطر الذي يهدد الجميع.
  • إعداد برامج وحملات إعلامية دقيقة للتعامل مع هذه القضية الخطيرة على أن تستهدف هذه الحملات شرائح المجتمع المختلفة خاصة الشباب باعتبارهم الهدف الأساسي للجماعات المتطرفة.
  • البعد عن الترويج والتسويق لأصحاب الأفكار التي تثير الانقاسامات داخل المجتمع من أجل تحقيق نسب مشاهدة أو مقروئية للوسيلة الإعلامية.
  • تبني الموضوعية بمفهومها الحقيقي في كل المعالجات الإعلامية والسماح بتدفق المعلومات الصحيحة للمواطنين حتي لا تترك الفرصة أمام التخمينات والتأويلات المتناثرة تجاه الأحداث المتوالية.
  • تبني "الوسطية" في كل البرامج الإعلامية المقدمة للجمهور من خلال الاعتماد على المصادر المعتدلة في أفكارها في كافة المجالات سواء الدينية أو الاجتماعية أو الثقافية أو غيرها.
  • إشراك الرأي العام في مواجهة هذه المخاطر من خلال إجراء دراسات متنوعة لقياس اتجاهاته نحو أصحاب الفكر المتطرف لكشف حقيقة وحجم هؤلاء المتطرفين.. بما يدعم نبذهم من المجتمع وبما يساهم في وجود مشاركة مجتمعية حقيقية للقضاء على أصحاب هذه التوجهات.
  • التأكيد على احترام الأديان والآراء مع استهجان كل ما من شأنه أن يحاول استغلال الأدوات الإعلامية في تصفية حسابات شخصية؛ مع العمل قدر الإمكان على تكوين مضادات إعلامية قوية تواجه الانحلال الأخلاقي وتعمل على نشر ثقافة التنوير لبناء مجتمعات قوية وقادرة على نبذ كل ما يخالف أخلاقياتها.
  • تفعيل مواثيق الشرف الإعلامي مع تبني نظم لمحاسبة الاعلام المخالف لهذه المواثيق بحيث تكون المحاسبة مجتمعية أكثر منها محاسبة قانونية.
  • وأخيراً وليس آخراً.. الاتفاف حول الأزهر الشريف والتأكيد على دوره المحلى والعالمى، ودعم جهوده وأنشطته فى مواجهة الأفكار الضالة وذلك فى عدة مسارات وبرامج عملية....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

 

الإعلام الجديد وعلاقته بالتطرف والمتطرفين

إعداد

أ.د/ حسن علي محمد

أستاذ الإعلام بكلية الآداب - جامعة المنيا

العميد السابق لكلية الإعلام جامعة بني سويف

رئيس جمعية حماية المشاهدين

مقدمة:

طفرة كبيرة جعلت من «الإعلام الجديد» نافذة سريعة لتداول الأخبار والمعلومات.. جمعت العالم في قرية كونية صغيرة يتلاقى أفرادها عبر شبكات التواصل الاجتماعي « فيسبوك وتويتر والانستجرام» ليتبادلوا الأخبار والمعلومات والفيديوهات المصورة.

وذكرت شبكة فيسبوك العالمية أن هناك أكثر من 1.2 مليار نسمة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة للتواصل في نقل الأحداث والنشر والإعلام والتسويق. غير أن هذا الإعلام الجديد استخدمه المتطرفون دينيا وسياسيا وإيديولوجيا لتعمل في استقطاب الشباب وفي عملياتهم الرامية الي بث الخوف واجبار العالم علي الاعتراف بهم والرضوخ لمطالبهم رأينا ذلك عبر شبكات التواصل متمثلا في محمد أموازي سفاح داعش، وقاطعالرقاب الملقب بالمجاهد جون الذي ظهر بفيديوهات الذبح وهو يرتدى ثيابه السوداء شاهراً خنجره مرتدياً ساعته ذات الماركة العالمية، مهدداً متوعداً ضحاياه وهم إلى جانبه.

من المهم أن نعرف بأن الإرهابي بالأمس كان يتسلح ببندقية وقنبلة، أما إرهابي اليوم فيتسلح بجهاز حاسب محمول وآلة تصوير. وهذا الذي حول الإنترنت لأداة رئيسة في النشاط الإرهابي الدولي. فلقد خدم الإنترنت الخلية الإرهابية من حيث تضخيم الصورة الذهنية لقوة وحجم تلك الخلايا التي تمتلك عدداً قليلاً من الأفراد لديهم أو لدى أحدهم خبرة بالإنترنت وبرامج الملتيميديا لبث رسائل إعلامية تخدم أهدافهم لشن حرب نفسية ضد مستهدفيها والدعاية لأهدافها وأنشطتها بعيداً عن وسائل الإعلام التقليدية، وكذلك لتحقيق الترابط التنظيمي بين الجماعات والخلايا ولتبادل المقترحات والأفكار والمعلومات الميدانية حول كيفية إصابة الهدف واختراقه، والتخطيط والتنسيق للعمل الإرهابي، وأيضا في تدمير مواقع الإنترنت المضادة واختراق مؤسسات حيوية أو حتى تعطيل خدماتها الإلكترونية.

وسوف نتناول في البحث العناصر التالية:

1-إشكالية تعريف مصطلح الإرهاب

2-خلفية تاريخية حول الإرهاب والإعلام الجديد

3-الإعلام الجديد كوسيلة للتجنيد والدعاية

4- أدوار وسائل الإعلام الجديد في زرع العنف وتنمية فكر التطرف والإرهاب

5- أساليب المتطرفين في التعامل مع الإعلام الجديد.

6-كيف يوفر الإعلام الجديد إمكانات حيوية للمتطرفين

7-صور الإرهاب الرقمي.

8-مستقبل الإرهاب عبر وسائل الإعلام الجديد

9-خاتمة وتوصيات.

دور المؤسسات الإعلامية في مواجهة الإرهاب

إعداد

أ.د. عبد العزيز السيد

 عميد كلية الإعلام بقنا

د. وليد خلف الله محمد

 كلية الإعلام بقنا

يشكل الإرهاب أحد أخطر الظواهر الإجرامية التي عرفتها المجتمعات الحديثة لما يمثله من تهديد خطيرللفكر والعقيدة والكيان السياسى للشعوب،وهو باتساع مفهومه أضحى من أبرز المهددات الأمنية لما له منتأثيرات بعيدة المدى والخطورة على الإنسانية كافة.

كما يعد الإرهاب من الظواهر البارزة وذات الصلة القوية بمستحدثات العصر )من تقدم تكنولوجي)) فيمجال المعلومات والاتصالات، ومما لاشك فيه أن المؤسسات الإعلامية تقوم بدور بارز ومهم إزاء هذه الظاهرةخاصة في مجال التأثير على الرأى العام وتوعيته وتوجيهه، فالإعلام لم يعد مجرد ناقل للأخبار والأحداث فقطوإنما أضحى وسيلة لصناعة العقول وتنمية الأفكار؛ لذلك ينبغى الاستفادة القصوى منه عبر تقنياته وآلياته الفعالةبغية تقديم رسالة بناءة تقوى على مواجهة الأعمال الإرهابية الهدامة وتسهم في وضع لبنات متينة للحس والوعىالأمنى لدى كافة أفراد المجتمع.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هناك العديد من الأنماط والمسميات للإرهاب مثل إرهاب الدولة, وهو ذلكالنمط الذي تتبناه دولة أو جماعة ما ضد دولة أو جماعة داخل دولة أخرى, وإرهاب السلطة وهو الذي تقوم بهالسلطة في الدولة ضد فئات معينة داخل الدولة عبر القمع والاضطهاد، ثم الإرهاب الفردى والجماعى وهوالإرهاب الذي يقوم به الفرد في إطار مجموعة منظمة لتحقيق هدف معين.

الإعلام.. والخارج.. والإرهاب

إعداد

أ.د. سعيد اللاوندي

نائب رئيس تحرير الأهرام السابق

الحرب الدائرة الآن هى حرب اعلامية بامتياز  

ولا شك أن حرص الدول الكبرى الفاعلة أن يكون لها فضائيات وإذاعات هو أكبر دليل على إصرارهم على التلاعب بالعقول فى منطقتنا.  

فالغرب نفسه يؤمن بالنظرية الإعلامية التى تقول: إن الرأى العام جسد مارد وعقل طفل !! 

وإن كنت أنسى، فلن أنسى ما قاله ناعوم تشوميسكى وهو مفكر أمريكى من أن المعايير التى وضعتها أمريكا لتحديد الدولة الإرهابية من عدمها لو طُبق على أمريكا ذاتها، لتأكد لنا أن أمريكا أكبر دولة إرهابية فى العالم !! 

-ونحن نتابع داعش لن ننسي فى يوم من الأيام أن داعش صناعة أمريكية مثلما كانت القاعدة صناعة أمريكية. 

هناك صلة بين الحركات الإرهابية وبين الدول الكبرى الفاعلة فى النظام الدولى،فهى التى خلقتها ورعتها من خلال وسائل الإعلام المأجورة،والتى يسلم لها المواطن المصرى والعربى والمسلم نفسه  لتحشو ترهاتها ومغالطاتها رأسه.

والنتيجة النهائية أننا نسير معصوبى العينين وراء كل ما تقوله هذه الدول سواء عبر ضعاف النفوس من إعلاميى مصر أو قنواتهم الفضائية الموجهة الى منطقة الشرق الأوسط وتتكلم باللغة العربية.

فأنت مسلم إذن انت إرهابى، أنت أسمك محمد أو أحمد او محمود أو مصطفى أو عبد الله،أو الأسماء ذات الاشتقاقات الإسلامية فأنت إرهابى حتى يثبت العكس

العجيب والغريب أننا نصدق أننا أرهبيون

مع أن الذى يبيع لنا السلاح هو الغرب حيث يعطى الطرف الأول..والطرف الثانى..المهم أن تستمر الحرب

كيف نصدق أن الغرب أصبح بردا وسلاماً علينا؟! أليس هو الذى استعمرنا سنوات طوال.. أليس هو من اخترع ما يسمى بالانتداب لكى ينهب مواردنا ؟ 

إما أن نصدق تاريخنا العربى الإسلامى من أن هؤلاء القوم هم من سرقوا قديما خبراتنا أو أن نصدق الواقع الذى يدلنا على أن الغرب لا يريد لنا نموا ولا نهضة

الإعلام المغرض يلوى عنق الحقائق ويريد أن يثبت التهمة بالارهاب على كل مسلم..ولذلك يعتبر فى يد الغرب يسلطه علينا.. 

وبهذا يضع نفسه وراء القضبان متهما بترويج الإشاعات التى لا أساس لها من الصحة

الغرب لا يضمر لنا سوى الشر..ويريد اقناعنا بأننا ارهابين مع أن الدين الإسلامى ينبذ العنف ويدعو إلى الإخاء والسلم..

إنها أحابيل الغرب التى باتت مكشوفة على كل ذى عينين..!!  

التوزيع الجغرافي

لبؤر الإرهاب والتطرف الديني في قارة إفريقيا

ومسبباته والحلول المطروحة ودور الإعلام في التصدى لهما

إعداد

أ.د. عبدالله بخيت صالح

رئيس جامعة الملك فيصل بجمهورية تشاد

الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، القائل في كتابه العزيز:(تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) والقائل ( تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً * وهو الذي جعل الليل والنهار خِلِفةً لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورا)(1). الذي له ملك السموات والأرض. وأصلي وأسلم على عبده المصطفى، ورسوله المجتبى ونبي اللهِ المرتضى وعلى آله وأصحابه ومن بهم اهتدى.

السادة العلماء والباحثون المشاركون في الندوة العلمية حول الإعلام ودوره في التصدي للإرهاب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 ينشد المصلحون مجتمعاً فاضلاً، تسمو فيه الأخلاق، وتعلو فيه الآداب، وتُصان فيه الحقوق، وتؤدى فيه الواجبات، ويحترم فيه الإنسان، وتأمن فيه الأرواح وتُحفظُ فيه الأعراض والحرمات، وإن الأيدلوجيات البشرية والفلسفات الأرضية تجتهد عبر ندوات ومؤتمرات ومناقشات وأوراق ومؤلفات تتلاقح فيها الأفكار والرؤى وتفعل فيها الطاقات, من أجل الوصول إلى سلامة الإنسان ومجتمعه وسيادة الأمن والأمان، غير أن معظم الفلسفات الأرضية عجزت في إيجاد حلٍّ ناجعٍ للإرهاب، فآفة العصر وحديث الساعة هو الإرهاب، ولعل اجتماع هذا العدد الكبير من العلماء لهو خير برهان على خطورة الإرهاب.

وفي هذه الورقة التي أقدمها أمامكم تحت عنوان:(التوزيع الجغرافي لبؤر الإرهاب والتطرف الديني في قارة إفريقيا ودور الإعلام في الصدى لهما)، لا أود أن أكثر الحديث في التعريف بالإرهاب وأشكاله ومفاهيمه، فهي من الموضوعات التي تناولتها أقلام الباحثين في مختلف دول العالم، وكذلك في مراكز البحوث والدراسات، وتطرق إليها الخبراء في عدد من المؤتمرات الدولية والندوات العلمية، فهي من المصطلحات التي لا يزال يكتنفها الجدل وعدم الاتفاق بين الباحثين.

 فلا توجد كلمة أكثر إثارة للجدل واستخداماً في مختلف وسائل الإعلام العالمية في السنوات الأخيرة مثل كلمة (إرهاب). وبالرغم من الاستعمال الواسع النطاق للكلمة فإنه ليس هناك أدنى اتفاق حول التعريف الدقيق والمحدد والمقبول من كافة الدول والجماعات والشعوب لمفهوم الإرهاب(1). فمفهومه يختلف من شخص لآخر حسب الخلفية العقدية، أو المذهب السياسي أو التوجه الفكري. وعلى مستوى الدول والحكومات يتم تطويع استخدام مصطلح الإرهاب واستخدامه حسب التوجه الأيدلوجي والرغبة السياسية للحكومة، وحسب اتفاقها أو مخالفتها لجماعة دينية أو سياسية أو ثورية. بحيث صار للإرهاب مفهوم نسبي عند الباحثين والسياسيين وصناع القرار بالدول الإسلامية والدول الإلحادية. لذا أكتفي في هذه المقدمة بالتطرق إلى الانعكاسات الفعلية للممارسات الإرهابية المتطرفة وكذلك الممارسات التي صنفت على أنها إرهابية في القارة الإفريقية خلال العقدين الأخيرين من القرن الحالي، وبالتحديد في كل من دولة مالي وجمهورية نيجيريا الفيدرالية و جمهورية الكاميرون وجمهورية تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى.

أما الإعلام فإنه قائم منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض، لكن وسائله هي التي تطورت ـ باختراع الطباعة والأجهزة الالكترونية والأقمار الصناعية ـ تطوراً مذهلاً زاد معه اهتمام العلماء والباحثين بهذه الظاهرة القديمة ومحاولة إخضاعها للدراسة العلمية ولتحديد مفهومها تحديداً علمياً ومعرفة علاقتها بمفاهيم أخرى في هذا الميدان كالدعاية أو العلاقات العامة والرأي العام.. إلخ.

ويتحدد مفهوم الإعلام في أنه هو نشر الحقائق والأخبار والأفكار والآراء بوسائل الإعلام المختلفة كالصحافة والإذاعة والسينما والانترنت والمحاضرات والندوات والمعارض والحفلات وغيرها بهدف التفاهم والاقتناع وكسب التأييد(1).

وأحاول بصورة أساسية التطرق لثلاثة عناصر رئيسة هي:

أولا: التطرف الديني في جمهورية نيجيريا الفيدرالية.

ثانياً: التطرف الديني في جمهورية مالي.

ثالثاً: دور جمهورية تشاد في مكافحة الإرهاب في إفريقيا.

رابعاً: هل الحرب على الإرهاب تعني الحرب على الإسلام ؟.

خامساً: دور الإعلام في التصدي للإرهاب في إفريقيا.

المسئولية القانونية لوسائل الإعلام في مواجهة الإرهاب

إعداد

أ.د/ إسماعيل شاهين

الأمين العام المساعد لرابطة الجامعات الإسلامية

    يوضح البحث أهمية الإعلام ودوره في توثيق وإظهار الحقائق وكشف الانحرافات لتحقيق أمن واستقرار المجتمع, ويبين البحث حق كل إنسان في أن يستخلص ويتلقى وينقل المعلومات والأنباء والآراء على أية صورة بغير تدخل من أحد, ومن ثم فهو يعالج أزمة الإعلام العالمي والداخلي وحالة الانفلات التي يعيشها والآثار المترتبة على ذلك, ومن ثم فهو يثير تساؤلاً مهمًّا وهو: هل يُسهم الإعلام في نشر الثقافة الإرهابية؟ هذه الأسئلة وما يتعلق بها هي ما يجيب عليه محتوى البحث, كما يعالج البحث الضوابط القانونية للعمل الإعلامي المتمثلة في النصوص القانونية ومواثيق الشرف الإعلامية, وبيان القيود المفروضة على الإعلام في تناوله لقضايا الإرهاب, وهي تلك القيود التي وضعتها دول العالم في قوانينها الوطنية على ممارسة حرية الرأي والتعبير.

    كما يبين البحث متى تقوم مسائلة الإعلامي جنائيًّا ومدنيًّا؟ وموقف الفقه الإسلامي من إساءة استخدام حق الإعلام في تناوله لقضايا الإرهاب من خلال نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وآراء فقهاء المسلمين.

 

 

الإعلام والإرهاب

إدارة حرب وليس إصلاح خطاب ولا مدونة سلوك

إعداد

د/ أمين سعيد عبد الغنى

رئيس قسم الإعلام التربوي – جامعة المنصورة

 تنطلق هذه الورقة البحثية من تشخيص لواقع الحال الذي تعيشه أمتنا العربية والإسلامية،بأننا نعيش حالة حرب بكل معانى الحرب، وهي حرب تختلف كثيرًا عن سابقاتها من الحروب؛ لأنها في أغلب مراحلها حرب أفكار وأهم والأسلحة المستخدمة فيها هي وسائل الإعلام. والتي تمثل حاملات الفكر والتي تسبق حاملات الطائرات وغيرها من حاملات الأسلحة الأخرى, وتؤكد الورقة على هذا التشخيص بناءً على عرض تاريخى لمراحل استدعاء الدين الإسلامي ليلعب دورًا سياسيًّا في إطار اللعبة الكونية الكبرى في العالم الحديث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بداءا من حلف بغداد والحلف الإسلامي والحرب ضد الاتحاد السوفيتى في أفغانستان ومشروع القرن الأمربكى الجديد وانتهاءً بنزر بالصراع السنى الشيعى الذي تعمل مراكز بحثية كثيرة على تأجيجه والذي يُعد في مراحل تنفيذه الأولى وسوف تتسارع وتيرته من الآن وفي المستقبل القريب.

وتدعو الورقة إلى مواجهة فكرية شاملة ترتكز على ثلاثة محاور هي:

1- إصلاح فكري: يتم بتجديد شامل لعناصر الفكر الإسلامي الثمانية وهي علوم القران وعلوم الحديث وعلوم السيرة وعلوم الفقه والتاريخ الإسلامي والفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية, وإصلاح تربوي إسلامي إصلاح وإصلاح ثقافي عربى إسلامي.

2- إصلاح مؤسسي: يتم بإصلاح المؤسسات الدينية العربية الثلاث وهي مؤسسات التعليم الدينى وعلى رأسها الأزهر الشريف. ومؤسسات الإفتاء الإسلامي وعلى رأسها دار الإفتاء المصرية, ومؤسسة الاقتصاد الإسلامي وعلى رأسها وزارة الأوقاف المصرية.

3- استراتيجية إعلامية إعلامية تكون ظهيرًا إعلاميًّا للقوة العربية المشتركة وجزءًا من عملها.

وسياسات إعلامية تلنزم بها مؤسسات الإعلام العربية العامة والخاصة وخطط إعلامية تقوم على دراسات وابحاث علمية وتكتيكات إعلامية توظف فنون الإعلام لتنفيذ الخطط وتحقيق أهداف السياسات والطموحات الاستراتيجية على النحو التالي:

أولا: من حيث الشكل

1 -يستخدم أنواع الاتصال المختلفة من إعلام وإعلان ودعاية وحرب نفسية.

2- يوظف أشكال الاتصال المختلفة: - الاتصال الشخصى / الجمعى- الاتصال الجماهيرى: مرئى - مسموع- مطبوع - الاتصال الرقمى: أشكال الاتصال الرقمى الأحد عشر.

3- يتوجه إلى كل نوع من أنواع الجماهير الداخلى لكل بلد عربى ولكل بلد إسلامي ولقطاعات الجمهور العالمى بالرسالة التي يريدها وبالشكل المناسب لكل جمهور على المستوى الداخلى والعربى والإسلامي والعالمى وبشتى اللغات الحية في العالم.

ثانيا: من حيث المضمون:

1- نقل القكر الإسلامي الجديد والقديم وجهود المؤسسات العلمية الإسلامية بعد تجديدها.

2- دعم المؤسسات الإعلامية بخلاصة جهود المؤسسات السياسية والمعلوماتية ومراكز البحث وأجهزة المخابرات العربية والإسلامية بما يخطط لنا وكشفه والتحزير منه عبر حملات إعلامية مدروسة بدقة.

وترى الورقة في خاتمتها أنه رغم ضراوة هذه الحرب إلا أن النصر فيها ممكن ويكاد يكون قريبا لو أعددنا لها ما نملك من قوة وهي قوة كبيرة؛ لأن لنا فيها ميزة نسبية وهي أننا ندخل هذه الحرب برصيد مبنى على عقيدة راسخة ودين حق وليس على أهداف سياسية كالتي يسعى إليها الطرف الآخر.

 

دور الإعلام الفلسطيني في التصدي للإرهاب الصهيوني

 إعداد

أ.د. حسين أبو شنب

عميد كلية الإعلام – جامعة الأقصى

يعالج البحث أربعة محاور تتكامل في استعراض لمفهوم الإرهاب وأنواعه وتحدياته بوجه عام وفلسطين بوجه خاص من الإرهاب الصهيوني بدءًا من وعد بلفور عام 1917م مرورًا بالمجازر والمذابح الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وصولًا إلى جرائم حرق الإنسان كما حدث مع الطفل محمد أبو خضير وعائلة دوابشة علي التنظيم اليهودي المتطرف "تدفيع الثمن" الذي يقوم عليه بعض الحاخامات اليهود المتطرفين والحاجه الماسة الي اعلام وطني وعربي وفق خطه مدروسة لمواجهة هذا الإرهاب وكشفه أمام العالم واقتراح تصور لذلك.

تنقسم المحاور إلى أربعة أقسام هي:

 الأول: مفهوم الإرهاب وأنواعه.

 الثاني: الإرهاب الصهيوني في فلسطين أشكاله ومنظماته.

 الثالث: الإعلام الصهيوني وأساليبه.

 الرابع: الإعلام الفلسطيني ودوره في التصدي للإرهاب وتشتمل الدراسة على خلاصة تحتوي على تصور مقترح للمواجهة.

والله الموفق,,,

دور المؤسسات الدينية في مواجهة الإرهاب

إعداد

أ.د عبد الصبور فاضل

عميد كلية الإعلام جامعة الأزهـــر

 يتناول هذا البحث دور المؤسسات الدينية في مواجهة الإرهاب متمثلة في الأزهـر الشريف الشريف وهيئاته مثل مجمع البحوث الإسلامية وقطاع المعاهد الأزهرية، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية، وجامعة الأزهرمتمثلة في عينة منها تشمل: كليات الإعلام، والدعوة الإسلامية والدراسات الإسلامية بنين بالقاهرة، وينقسم إلي مبحثين ؛المبحث الأول: يتضمن دورالمؤسسات الدينية الدعوي، والآخر يهتم بدور المؤسسات الدينية التعليمي في مواجهة الظاهرة.

 حيث شغلت قضية الإرهاب جميع دول العالم في الوقت الحاضر ورغم أن الإرهاب جريمة تمتد بجذورها إلي العصور السالفة إلا أن الجديد فيه هو أنه أصبح ظاهرة عالمية لا يرتبط بمنطقة أو ثقافة أو مجتمع أودين أو جماعات عرقية معينة حيث ترتبط الظاهرة بعوامل اجتماعية وثقافية وسياسية وتقنية أفرزتها التطورات السريعة والمتلاحقة في العصر الحديث.

 فقد بدأ تداول مصطلح الإرهاب بشكل مكثف في بداية القرن الحالي وتحديداً بعد أحداث الحادي عشرمن سبتمبر2001 م كما ارتفعت وتيرته في المنطقة العربية والعالم الإسلامي بسبب تمدد ظاهرة الغلو والفكرالتكفيري، والحركات الهدامة والفتاوي المضللة وإساءة استخدام مفهوم الجهاد ساعدعلي ذلك وسائل الإعلام وبخاصة شبكة المعلومات الدولية، وتفجر الحروب في بعض الدول الإسلامية مثل أفغانستان وفلسطين واندلاع ثورات الربيع، وممارسة التعصب بكل أشكاله وأنواعه والعدوان والظلم والكراهية والاستكبار، وتفاقم الأمية والفقر،وغياب الحريات والعدالة والمساواة، وتراجع مستوي التعليم من الأصول إلي القشور.

 وخلص البحث إلي عدة نتائج أهمها: أن المؤسسات الدينية تقوم بدورفاعل في مواجهة الإرهاب في الفترة الأخيرة في المجالين الدعوي: من خلال إحياء أروقة الأزهر باسلوب عصري يقوم علي توظيف التراث واللغات الأجنبية والإعلام والاتصال والتنمية البشرية وتكنولوجيا الحاسب الآلي ومعالم المنهج الأزهري لإعداد دعاة مؤهلين للخطاب الديني داخليا وخارجيا بجانب المراصد والمواقع الإليكترونية، وقوافل الدعوة والندوات والمحاضرات في الداخل والخارج، والمحورالتعليمي ويتمثل: في إعداد مناهج أزهرية لكافة المراحل التعليمية في ثوبها الجديد بما يضمن تكوين جيل قادر على حمل رسالة الأزهر نقية صافية إلى العالم كله والاهتمام الأكاديمي بالتصدي للإرهاب في المرحلة الجامعية والدراسات العليا، ولكن ينبغي أن يساند ذلك تعاون وجهود سياسية واقتصادية وأمنية محلية وإقليمية ودولية لمحاصرة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله.

الإرهاب... تشخيص الوقع والمواجهة

إعداد

أ.د/ جمال النجار

أستاذ الصحافة والإعلام – جامعة الأزهر

كلية الدراسات الإسلامية والعربية

الإرهاب بكل صوره وأشكاله من قتل وترويع للآمنين، وسفك للدماء بغير حق، وتفجير للمؤسسات والأبنية الحكومية والقطارات ومحاربة الجيوش وقوات الشرطة إلخ، هو ظاهرة خطيرة، وردَّة إلى الجاهلية الأولى، ظاهرة تهدد أمن البلاد في الحاضر وفي المستقبل، وتهدد أيضاً اقتصادياتها وحضاراتها وكياناتها، وتضعف من مقومات الأمة، ومرجعيتها، أو تعود بها عصراً للوراء على كل المستويات والأصعدة.

وفي الحقيقة فإن ظاهرة الإرهاب لم تأت من فراغ، ولم تظهر فجأة، إنما جاءت عن طريق تعبئة العقول، وحشد لطاقات الشباب، وتزييف للوعي وللأفكار، وعبث ببعض آيات القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية وتطويعها لأفكار هدامة منذ زمن بعيد وفي غفلة من الدول وضعف لمؤسساتها العلمية، والفكرية، والتعليمية والثقافية.

ومن يتابع ويدقق في كتابات وتراث الجماعات والتيارات الخارجة عن الوسطية الإسلامية والمتبنية للأفكار الإرهابية يجد سيلاً من الكتب التي تحمل دعوات الإرهاب والتكفير، ووصم المجتمع بالكفر والجاهلية، فضلاً عن الفضائيات والمواقع الإلكترونية التي فرخت أجيالاً تعتنق الأفكار والمذاهب المتطرفة، التي أنتجت هذا الإرهاب الأسود، وخلفت قناعات فكرية لدى فئة من الشباب تولد له القتل والانتحار تحت مسميات وشعارات مزيفة باسم الدفاع عن الإسلام، ونيل الشهادة والجهاد في سبيل الله.

ولا يخفى على أي متابع للطرح الفكري لهذه التيارات المختلفة، وما ينشر على صفحات الصحف وما يبث من خلال القنوات الفضائية، وما يتصفح عبر مواقع التواصل الإلكترونية من دعوات التحريض والعنف والتطرف الفكري، واختلاط المفاهيم والرؤى، وشيوع البلبلة الفكرية التي تصيب العاقل بالحيرة والاضطراب في الفهم، وعدم التمييز بين النافع والضار، وبين الحقيقة والخيال، حتى أصيبت الأمة بالأمراض، والخلل الفكري، وفقد البوصلة السليمة التي توصلها للحق المبين وإلى الأحكام السليمة التي تأخذ بيدها إلي تحقيق أهدافها وإلى السير على الطريق المستقيم.

ومن هذه المفاهيم والأفكار والمصطلحات التي تحتاج إلى ضبط وإلى مرجعية صحيحة: التطرف، والغلو، والعنف، والإرهاب، والجهاد، والقتال، والشهادة، والانتحار، وغير ذلك من المفاهيم التي لا تستخدم في معناها الحقيقي، والمراد بها في الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية.

ولكن لا جدال أن الإرهاب بكل أشكاله يأتي نتيجة للتطرف وأفكار العنف، وبما أن التطرف يقوم على فكر، فلا يعالج إلا بفكر أقوى منه.

فالمسألة تحتاج إلى حوار وإلى ثقافة وإلى تغيير في المفاهيم والعقول، وهي أمر ليس بالهين أو اليسير؛ لأنها تراكمات فكرية، تغلغلت في العقول عبر سنوات طويلة في الممارسة والتضليل والتعبئة والحشد، من خلال دعاة سهروا أعواماً طويلة في الدرس والترويج والدعاية لهذا الفكر الضال والمنحرف، فضلاً عن المؤامرات، والتمويل الداخلي والخارجي، واستغلال كل ما أوتوا من قوة ومن فرص لفرض هذا الفكر والوصول إلى سدة الحكم بأى طريق ولو بقوة السيف والسلاح والدمار والإرهاب بكل ألوانه وأشكاله ومظاهره. وفي هذه الورقة أود أن أقف على الأسباب التي تؤدي إلى الإرهاب فنشخصها، حتى نستطيع أن نحدد كيفية المواجهة والسبل التي تساعدنا على ذلك.

أولاً: الأسباب وتشخيص الواقع ثانياً: أساليب المواجهة، وفقا ما هو مفصل في البحث.. وبهذا نستطيع أن نجفف منابع الإرهاب ونحارب دعاة التطرف في الفكر والسلوك الذي أنتج هذا الإرهاب المدمر للفكر والحضارة الإنسانية جمعاء، والذي خلق أوضاعا جديدة أثرت على حاضر الأمة ومستقبلها واقتصادياتها، كما خلق صورة ذهنية مغلوطة مفادها أن الإسلام دين سفك للدماء وإرهاب وتطرف، على غير الحقيقة والمنطق. إن الإسلام لا يُقِرُّ القتل ولا سفك الدماء ولا ترويع الآمنين.. "يُرِيدُونَ أَنْ يُطفِئُوا نُورَ الله بِأَفوَاهِهِم وَيَأبَى الله إِلاَّ أَن يُتِمَ نُورَه وَلَو كَرِهَ اْلكَافِرون"

مكافحة الإرهاب وحرية تداول المعلومات

إعداد

أ.د. عصام زناتي

أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة أسيوط

تتطلب مواجهة الإرهاب تتبع منابعه والعمل على تجفيفها، والإعداد الجيد للكوادر البشرية اللازمة لمنع وإبطال وقمع العمليات الإرهابية، والتحكم فى المعلومات المتاحة للجمهور والمتصلة بأعمال التحرى والتحقيق والمحاكات، كما تتطلب إعلام حر واع لديه مصداقية وقادر على تهيئة الرأى العام لمتطلبات الظرف الاستثنائى وإجراءتها.

وتبدو الحاجة ماسة من الناحية القانونية، إلى التوفيق بين القيود التى ترد على حرية تداول المعلومات، ورغبة الإعلام، بكافة صوره فى الحصول على المعلومات التفصيلية ذات الصلة وعرضها على الجمهور. ويقتضى ذلك أن نتعرض فى هذا الورقة إلى المسائل الآتية:

- تحديد مفهوم صناعة المعلومات وتداولها.

- الأساس التشريعى (الدستورى – القانونى) لمبدأ حرية تدول المعلومات.

- التنظيم القانونى لحرية تداول المعلومات.

- القيود التى ترد على حرية تداول المعلومات، فى الظروف الاستثنائية.

- مدى وطبيعة الرقابة القضائية على القيود الإدارية والتشريعية.

- الدور المجتمعى للإعلام فى الظروف الاستثنائية.

وذك بهدف الوصول إلى تحديد القيود المبررة قانوناً، التى ترد على حرية تداول المعلومات وكيفية المامها والرقابة عليها بما لا يخل ومكافحة الإرهاب أو يعوق الآليات اللازمة لذلك.

المعالجة الإخبارية لقضايا الإرهاب في القنوات الفضائية العراقية الاخبارية البغدادية & الشرقية

دراسة تحليلية

إعداد

د. إحسان رمضان عباس

باحث وإعلامي

من جراء الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003م حدثت مشاكل وقضايا في هذا البلد وقد عجز السياسيون من حلها, ومن هذه المشاكل والقضايا قضية الإرهاب, والتي تعد من القضايا المهمة والتي تتصدر قائمة القضايا الإقليمية والدولية كونها تشكل خطرا كبيرا على العالم بأسره.

وبعد أن أصبح الإرهاب يمثل تحديا إقليميًّا ودوليًّا في ضوء النتائج حول فشل الجهود الأمنية والاستخباراتية والعمليات العسكرية في محاصرة وتطويق العمليات الإرهابية والقضاء عليها, فقد بدت الحلول تتجة نحو المؤسسات الإعلامية بشكل عام والقنوات الفضائية بشكل خاص, وتفعيل الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في مواجهة هذا الخطر بسبب قدرتها في الوصول إلى الناس والتأثير في عقولهم وأفكارهم وقناعاتهم بأساليبها المختلفة والمتعددة.

ومن هنا يأتي دور القنوات الفضائية العراقية الإخبارية كأداة من أدوات التنوير والتأثير على الجمهور في معالجة قضايا الإرهاب من خلال البرامج الحوارية الإخبارية التي تبثها تلك القنوات والتي تساعد على حل المشكلات والقضايا التي يصعب حلها. وكذلك يتطلب تضافر الجهود من قبل الحكومة وكافة ومؤسساتها ومنظمات المجتمع المدني وشتى المنظمات غير الرسمية المعنية بقضايا الإرهاب والنهوض بالواقع السياسي والأمني في سبيل استصدار الحلول المناسبة في معالجة تلك المشكلات والقضايا الإرهابية التي تفتك بالنسيج الاجتماعي للعراق.

أولا: تحديد المشكلة:

تتحدد مشكلة الدراسة باعتبارها محاولة لرصد وتحليل وفهم كيفية معالجة القنوات الفضائية العراقية الاخبارية لقضايا الإرهاب , وحددت الدراسة قناتي (البغدادية و الشرقية)، لبحث أساليب وطرق عرض ومعالجة قضايا الإرهاب في القناتين ومسارات الإقناع المستخدمة من قبل قناتي الدراسة، وسمات أدوار القوى الفاعلة في تلك القضايا، ويمكن تحديد المشكلة على نحو أدق في السؤال التالي:

ما هي كيفية وأساليب المعالجة الإخبارية لقضايا الإرهاب المعروضة في القنوات الفضائية العراقية الإخبارية ؟

ثانيا: القنوات الفضائية الإخبارية

جاءت القنوات التلفزيونية المتخصصة لتغير الكثير من المفاهيم الإعلامية السائدة وتخلق بنية إعلامية جديدة ترتكز على إطلاق الطاقات الإبداعية، وتقوم على التميز في الأداء والإنتاج البرامجي كي تستطيع مواجهة التحديات التي نشأت في عصر أقمار البث المباشر([1]).  ويُعرف الإعلام المتخصص بأنه: الإعلام الذي يقع ضمن مجال محدد من مجالات الحياة السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية ويتركز اهتمامه الأساسي على معالجة الأحداث والظواهر والتطورات في هذا المجال المحدد في سياقها الاجتماعي والاقتصادي، والذي تقوم به مؤسسات إعلامية متخصصة تعمل بها كوادر إعلامية مؤهلة ومتخصصة([2]).

القنوات الفضائية الإخبارية العراقية (عينة الدراسة):

قناة البغدادية نيوز:                                                                                 قناة الشرقية نيوز:                                                              ثالثا: قضايا الإرهاب:

ويشمل

تعريف ظاهرة الإرهاب:

قضايا الإرهاب في العراق:

 رابعا: أدوات جمع وتحليل البيانات:

تستخدم الدراسة في إطار منهج المسح مجموعة الأدوات التالية:

أ-  تحليل المضمون: 

لتوصـيف محتوى قنـاتي الـدراسة (البغدادية و الشرقية) باستخدام أسلوب تحليل المضمون الكمي والكيفي.

ب-  التحليل الأيديولوجى: 

لاختبار فروض الدراسة وتحديد مدى تأكيد كل من قناتى الدراسة (البغدادية و الشرقية) على ملامح الخطاب الأيديولوجى في عرض القضايا الإرهابية.

ج-  تحليل الخطاب:

 لتحليل بنية مضمون الخطاب في قناتي الدراسة (البغدادية و الشرقية) وتحليل القوى الفاعلة وتحليل حقول الدلالة وتحليل مسارات الإقناع في عرض القضايا في كل من القناتين.

د- عينة الدراسة:

تُعد قنـاتي الدراسة قناتان إخباريتان، وتركز على الجـانب الإخـباري من كلا القناتين, وبناء على ذلك تم اختيار عينة الدراسة بأسلوب العينة العمدية على النحو التالي:

ه - الفترة الزمنية: تشمل بعض البرامج الحوارية الإخبارية التي تبثها كلا القناتين.

1- قناة البغدادية ( برنامج ستوديو التاسعة ).

2- قناة الشرقية ( برنامج الخلاصة ).

ومن الله التوفيق,,,

سيكولوجية السلوك الإرهابى

إعداد

د/حنان سعيد السيد

مدرس علم النفس بكلية الآداب جامعة الاسكندرية.

تقوم هذه الورقة البحثية بفحص الجوانب النفسية الخاصة بمن يقومون بالعمليات الإرهابية، Psychological Aspects،وهل هم مجرمين؟ من خلال نظريات تفسير السلوك الإجرامى وعلاقة الإرهاب بالجريمة، مع صعوبة تعريف الإرهاب تعريفا موحدا لأنه ظاهرة متعددة الجوانب والخسائر المترتبة على العمليات الإرهابية من الناحية السياسية، والاقتصادية، والمادية،والبشرية، والاجتماعية، ويتم توضيح الخصائص الأساسية لظاهرة الإرهاب والفرق بين مصطلحات الإرهاب والجهاد والاستشهاد، وتعريف شخصية الإرهابى وسماته، والفرق بين الذكور والإناث في تنفيذ العمليات الإرهابية، وهل التعليم يمنع الفرد من التحول للإرهاب أم لا؟ فهل هناك فرق في التعليم بين القيادات الإرهابية، وعلاقة الأفراد الانتحاريين بالمرض النفسى، ومراحل تحول الفرد العادى إلى إرهابى، وكيف يتم استقطاب الشباب صغير السن من البلاد المختلفة وإقناعهم بتنفيذ تلك العمليات.

كما يتم توضيح صور وأساليب العمليات الإرهابية الأكثر شيوعا مثل:(التفجيرات، واختطاف الأشخاص، واختطاف الطائرات، والاغتيالات، والهجوم المسلح، وإشعال الحرائق), ولماذا يستخدم الإرهابيون الأطفال الصغار في عملياتهم الإرهابية ؟ والعلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة، وآليات تجفيف منابع الإرهاب والتطرف، وأخيرًا التوصيات الخاصة بالتعامل مع ضحايا الإرهاب من رجال الشرطة والمدنيين ودور الإرشاد النفسى في التعامل مع الآثار المختلفة للظواهر الإرهابية.

وسائل الإعلام وقضايا الإرهاب

إعداد

د.أحمد أحمد محمد زارع

وكيل كلية الإعلام جامعة الأزهر

  تعد أزمة الإرهاب من أهم الأزمات التي تواجه العالم بأسره , وبخاصة منطقتنا العربية والإسلامية, التي تعيش أشد مراحلها تأزما حيث تجتاحها حربا إعلامية يتم فيها استخدام سلاح الإعلام لتحويل الرأى العام , وتقويض الأنظمة وزعزعة الاسقرار والأمن الإقليمي والقطري, ومن هنا هدفت هذه الورقة إلى التعرف على العوامل التي جعلت من بعض وسائل الإعلام أداة لتغذية العنف والإرهاب والتي تمثلت في الآتى:

*التشويش على منظومة القيم وقولبة السلوك.

* التهوين من قيمة التقافات الوطنية وفرض ثقافة القوى الكبرى.

* شيوع خطاب الكراهية في الإعلام العربي بعد ثورات الربيع العربي.

* سطحية المعالجة الإعلامية لقضايا التطرف والإرهاب.

* التضليل الإعلامي.

* الترويج لغايات وأهداف الإرهاب.

*استخدام الانترنت من قبل جماعات الإرهاب على نطاق واسع.

* عدم التخصص وضعف الخلفية المعرفية عن قضايا الإرهاب للقائمين بالاتصال. ومن ثم يرى الباحث للتغلب على هذه العوامل لابد من الآى:

-     ضرورة إعادة النظر في الخطاب الإعلامي العربي بشأن قضايا الإرهاب.

-    الاهتمام بالمعالجات الإعلامية المتعمقة لقضايا الإرهاب.

-     الاهتمام بضرورة تدريب القائمين بالاتصال اللذين يتصدون لقضايا الإرهاب.

وجوب تفعيل مواثيق الشرف الإعلامي واصدار التشريعات مع ضبط الممارسات الإعلامية.

الإعلام الجديد.. أهميته ومخاطره

إعداد

الدكتور أحمد علي سليمان

عضو المكتب الفني بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد NAQAAE

الإعلام هو السمة البارزة للعصر الذي نعيش فيه، فقد قوى وتطورت وسائله وآلياته بصور متسارعة، حتى ظهر ما يعرف بالإعلام الجديد New Media، هذا الجيل الذي وُلد في رحم العولمة وترعرع في رحابها، واشتدت سطوته، حيث ينقل الحدث بصورة لحظية إلى شتى أنحاء العالم، دون خوف من عيون الرقيب الإعلامي أو مفتش الجمارك، ومن ثَمَّ برز كقوة جبارة تؤثر تأثيرًا مباشرًا في الوعي والاتجاهات والأحداث وفي صناعة القرار وفي فرض الثقافات.

وتعيش الأمة الإسلامية في عصرها الراهن مرحلة عصيبة من مراحل التراجع الحضاري، تسبب في حالة من السبات، الأمر الذي استفز همم العلماء والمسئولين في رابطة الجامعات الإسلامية وجامعة أسيوط، لعقد هذا المؤتمر المهم من أجل استنهاض إرادة الأمة، وهمم علمائها ومفكريها؛ لدراسة ما يحمله الإعلام الجديد New Media وتيارات العولمة Globalization، من مخاطر، خصوصا مخاطر الإرهاب وتحديات الأمن الإعلامي والثقافي الرامية لإذابة الهوية؛ ذلك أن وسائل الإعلام الجديد على الرغم من أهميتها الفائقة، فإنها تعرض تراكيب مصوغة بعناية، وتعبر عن طائفة من المصالح المختلفة، وبث فكر موجه، وثقافة معينة، تستهدف ضمن ما تستهدف، اختراق ثقافتنا الإسلامية الأصيلة، وزعزعة عقائد الشباب، والتأثير على الهوية الإسلامية.. بل إن نصيب الجيل الحالي من تأثيرات وسائل الإعلام الجماهيرية في تكوين ثقافته، وتحديد أنماط سلوكه، وإكسابه المفاهيم والقيم والعادات والاتجاهات، قد تزايد كثيراً في ظل تقدم تقنية الاتصالات والمعلومات، وازدحام الفضاء بالأقمار الصناعية التي تبث برامجها طوال الليل والنهار، وذلك يتطلب تجاوز القطيعة القائمة بين التربويين والإعلاميين، والتعاون في توظيف وسائل الإعلام في خدمة الأغراض التربوية، وتوظيف التربية في تفعيل الرسائل الإعلامية.

وتبرز مشكلة الدراسة في تأثير الإعلام الجديد على أخلاقيات الشباب والجماهير وسلوكياتهم في الدول العربية والإسلامية المستقبِلة له في ظل الفوضى السائدة في المجال الإعلامي الخارجي، بعد أن فقدت الدول السيطرة الكاملة على البث المباشر للبرامج التليفزيونية، وفقدت قدرتها على التصدي للبث الإعلامي الخارجي والاكتساح الثقافي الأجنبي، ولم يعد بإمكانها التشويش على وسائل الإعلام التقليدي والجديد غير المرغوب فيه، كما كانت تفعل بعض الحكومات في الماضي، كما أن الإعلام الجديد يزيد الخلل القائم في تدفق المعلومات بين الدول التي ترسل والدول التي لا تستطيع إيصال ما لديها إلى الآخرين، مع ما يحمله ذلك من تهديد لهُويتها الدينية والثقافية، ويؤدي هذا الخلل والتفاوت في القدرات الإعلامية إلى سيطرة الآخرين وتمكينهم من تشكيل وعي الشعوب المغلوبة على أمرها، بثقافة الاختراق بشتى مظاهرها الفكرية والسلوكية، ومن بينها مشاهد العنف التي تولد العنف وتربي أجيال على انتهاجه ومن ثم تكوين السلوك الإرهابي، كما يسهم بعضها في ترويج الشائعات والأفكار العنصرية، وتيسير الجرائم وتجارة الدعارة، وتسهيل الوصول إلى ممتهنيها، وترسيخ الأنشطة المحرمة التي تحملها العقائد الفاسدة، والتشكيك في الثوابت الدينية والحضارية، وزعزعة الأمن الفكري والعقدي للشعوب المغلوبة على أمرها، ونشر قيم القوى الغالبة وفكرها والتمكين للغتها وآدابها، والتي تترك بصماتها على سلوك الشباب المسلم، وتدفعهم إلى التصرفات غير المسؤولة والأعمال العدوانية بفعل غريزة التقليد والمحاكاة.

 ومما يؤسف له أنه أمام هذه التحديات تنزوي وتتوارى فعالية الخطط الدعوية والإعلامية والإصلاحية التي تتوجه إلى الفكر الواعي في الإنسان وتنشر السلام والمحبة بين الناس، مفتقدة الإمكانات المادية، والوسائل التقنية الحديثة، والكوادر المؤهلة والقادرة على حمل دعوة الخير ونشرها للناس في مشارق الأرض ومغاربها.

وإزاء التحديات الإعلامية، وانتشار العلميات الإرهابية المنظمة والتي تتم بالتنسيق بين الإرهابيين عبر آليات إعلامية حديثة ومن بينها الإنترنت الخفي أو المظلم، وفي ظل ضرورة تحقيق الأمن الإعلامي لمواجهة مظاهر اختراق الهوية لدى الشباب المسلم بعد أن سيطرة وسائل الإعلام الجديد على إنسان العصر، وأصبحت تحاصره صباحًا ومساءً، ولا تكاد تفارقه، بل ولا هو يستطيع مخاصمتها أو الإعراض عنها. لابد أن نتدارس سبل تحقيق الأمن الإعلامي لمجتمعنا الإسلامي من خلال التوسع في نشر مناهج وبرامج التربية الإعلامية في مؤسساتنا التربوية والإعلامية، وتمكين الموهوبين من شبابنا من امتلاك نواصي الإعلام حتى يصبحوا مؤثرين عالميًّا؛ حتى يصبح صوت الإسلام جهيرًا في مواجهة الآلة الإعلامية الجهنمية الجديدة، التي تديرها المنظمات الصهيونية والتنصيرية والإلحادية.

وتستهدف الدراسة إلقاء الضوء على طبيعة الإعلام الجديد وخصائصه وأهدافه ومظاهره وأنماطه وخطورته، وكشف النقاب عن أبرز تحديات الإعلام الجديد ومظاهر الاختراق وخطورتها على الشباب المسلم، ووضع رؤية منهجية مقترحة لمواجهة مظاهر الاختراق وتحديات الإعلام الجديد، وتحقيق الأمن الإعلامي للمجتمع المسلم. وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي؛ ومن أجل الإجابة على أسئلة الدراسة وتحقيق أهدافها، فقد جاءت الدراسة في مقدمة، وثلاثة مباحث وخاتمة، حيث يتناول المبحث الأول الإطار المفاهيمي، إذ يتعرض لتعريف الإعلام الجديد وطبيعته وخصائصه وأهدافه ومظاهره ومخاطره على الشباب المسلم، ويقدم المبحث الثانى شرحًا لتحديات الإعلام الجديد، ويعرض الفصل الثالث رؤية مقترحة لتفعيل التربية الإعلامية لمواجهة تحديات الإعلام الجديد وتحقيق الأمن الإعلامي والثقافي للمجتمع المسلم. والله ولي التوفيق,,,

المملكة العربية السعودية - مثالاً

إعداد

د. عبدالله حسين الشيعاني

مدير تحرير مجلة (الرابطة)

يلعب الإعلام دوراً حيوياً في حياة الشعوب، فبعد أن كان في الماضي يستغرق الخبر لكي يصل إلى المتلقي يوماً كاملاً أو ربما عدة أيام، أصبح من السهل الآن الحصول على الخبر وقت وقوعه، وقد يعتبر ذلك أمراً عادياً في ظل التطور المذهل لوسائل الاتصال الحديثة، التي يسرت على أفراد المجتمع الحصول على المعلومة في حينها.  إن هذا التطور على الرغم من إيجابياته، إلا أنه يحمل بين طياته عاملاً سلبياً آخر، خاصة إذا وقعت هذه التقنية في أيدي من لا يجيد استثمارها لصالح التنمية البشرية، بل يجيد استخدامها في بث السموم، وزرع الفتن، وترويع الآمنين، وزعزعة استقرار الشعوب، ونقلهم من الأمن المجتمعي والوسطية والاعتدال، إلى التمزق والتطرف والغلو، تحت حجة واهية، متسترين بعباءة الدين، دون أن يكون لهم فيها قرار مكين وعلم رصين.

   لقد عانت الأمة الإسلامية من أمثال هؤلاء المتطرفين، أصحاب الفكر الوافد، الذي يخرج من عباءة سوداء، لا ترى في الوجود إلا الظلمة، بعيدة عن نور الحقيقة، ومما يؤسف له أن تتلقاها أيادٍ خفية، تحركها من خلال وسائل الإعلام، فتدس السم في العسل، ليكون المشاهد، لقمة سائغة يسير خلف السراب، فلا يجد إلا الرماد. إن ضعاف النفوس من رجال الإعلام قد حققوا المكاسب الآنية من وراء تغطيات الأحداث الإرهابية، ولكنهم يخسرون تقدير مجتمعاتهم، وتوقير مشاهديهم، وإن حققوا النجاح لفترة، إلا ان الغيمة السوداء سرعان ما تختفي، ليشرق الحق من جديد.

   لقد عانت المملكة العربية السعودية كباقي الدول الإسلامية من ظاهرة الإرهاب قديماً وحديثاً، فعملت على جميع المحاور لاستئصالها، وكان من بينها مكافحة ظاهرة الإرهاب من خلال الجانب الإعلامي، فعملت على رصد وتفنيد وتحليل كل ما ينشر، ومنع تداول المقاطع الإرهابية ونشرها، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي التي تساهم في نشر الفكر المتطرف، وتوعية الشباب من خلال برامج مدروسة وعملية ستناقشها هذه الورقة بإذن الله.

مشكلة الدراسة:

   تحاول هذه الدراسة الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:

-          ما التدابير الإعلامية التي انتهجتها المملكة العربية السعودية نحو مكافحة الفكر المتطرف للجماعات الإرهابية ؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:

  1. إلى أي مدى نجحت وسائل الإعلام في المملكة العربية السعودية في التصدي لظاهرة الإرهاب ؟
  2. ما نوع البرامج الإعلامية التي وظفتها المملكة العربية السعودية للإسهام في الحد من الظاهرة ؟

أهمية الدراسة:

تكمن أهمية هذه الدراسة في محاولتها تناول تجربة المملكة العربية السعودية الإعلامية في مكافحة الإرهاب، ومعرفة الوسائل التي تتبعها من خلال وسائلها الإعلامية، من حيث الدور الوقائي ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، وما نتج عن هذه الاجراءات من قلة العمليات الإرهابية في السنوات الأخيرة.

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى:

  1. التعرف على تاريخ هذه الظاهرة في المملكة العربية السعودية.
  2. التعرف على الأسباب التي أدت إلى نشوء ظاهرة الإرهاب عالمياً.
  3. التعرف على جهود المملكة الإعلامية في مكافحتها.
  4. التعرف على الوسائل الإعلامية التي نفذت من خلالها المملكة العربية السعودية خطتها في مجال مكافحة الإرهاب.
  5. استخلاص النتائج والتوصيات.

 

منهج الدراسة:

   اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، إذ يُعد من أهم المناهج المتبعة في الدراسات الإعلامية، المعتمد على أسلوب العرض والوصف ضمن سياق الدراسة، وكذلك المنهج التاريخي في جزء منها.

محتويات الدراسة:

-     المبحث الأول: تعريف الإرهاب.

-     المبحث الثاني: أسباب الإرهاب:

أ‌-   دينية.

ب‌- اجتماعية وإدارية واقتصادية.

ج- ثقافية وإعلامية.

-     المبحث الثالث: تاريخ الإرهاب في المملكة.

-     المبحث الرابع: نماذج للتدابير الإعلامية السعودية في مكافحة الإرهاب.

البرامج التلفزيونية.  الإذاعة السعودية. الصحف والمجلات.

المسابقات الدولية. الأنشطة والفعاليات. اللقاءات مع العائدين.

مواقع التواصل الاجتماعي. الألعاب الإلكترونية.

نتائج الدراسة:

يتضح من خلال الدراسة أن المملكة العربية السعودية من خلال وسائل الإعلام المختلفة قد بذلت جهداً في مكافحة الإرهاب، رغم تجدد الوسائل التي ينتهجها التنظيم، فيسعى من خلال وسائل الإعلام الجديد وبعض القنوات الفضائية، إلى ترويج فكره أو توزيع تسجيلاته الصوتية أو الفيديوهات التي يقوم بإنتاجها، بغية جذب أكبر شريحة من الشباب للتنظيم.

إن الاجراءات التي تتخذها المملكة من أجل توعية المجتمع، وتوجيه رسائل خاصة الشباب، وتكثيف الحملات في وسائل الإعلام، حد من انتشار الظاهرة في السنوات الأخيرة وهو ما يجعل التجربة السعودية رائدة في هذا المجال.

والله الموفق,,,

ميثاق الشرف الإعلامي في مواجهة الإرهاب

إعداد

الأستاذ عاطف مصطفى

مدير تحرير مجلة الهلال الأسبق, وعضو نقابة الصحفيين المصرية

تتناول هذه الورقة البحثية مواثيق الشرف الإعلامية المطبقة في بعض الدول الإسلامية وإظهار الممارسات المنحرفة نحو تطبيق نصوص وبنود هذه المواثيق, كما تركز على أهمية تنفيذ الوعود بإيجاد ميثاق شرف إعلامي تلتزم به الدول الإسلامية, بحيث ينير الطريق وينأى بالأمة عن ظلمة الجهل والتيه والضيق.

كما تقترح هذه الورقة البحثية مناشدة المسئولين عن الإعلام والحكومات سرعة الرد على الافتراءات والأكاذيب التي تنشرها الجماعات الإرهابية ومحاصرة المواقع الاليكترونية التي تبث هذه الأكاذيب والافتراءات, والتي تطعن في ثوابت الدين وإظهاره على أنه دين عنف وهو براء من ذلك.

كما تدعو إلى محاصرة هذا الفكر لحماية المجتمعات, إذ إن لهذا أهمية قصوى لا مناص عنها ولا حياد.

من هذا المنطلق كان التفكير في وضع مواثيق شرف تواجه كل هذا.

وتتضمن الورقة هذا الموضوع المهم من خلال أربعة أقسام:

  1. القسم الأول يتناول أهمية الإعلام في حياة الشعوب حيث يمثل مرتكزًا أساس في حياة عالمنا المعاصر, باعتباره ضرورة حياتية لن يستطيع الإنسان الاستغناء عنها؛ لذا فإن هذا القسم يتناول أخلاقيات الإعلام ومواثيق الشرف الإعلامي من جذوره بجانب مواثيق شرف الإعلام العربي.
  2. أما القسم الثاني فيتناول مواثيق الشرف الصحفية كمرجعية أساسية لكل صحفي من منطلق أن المواثيق الأخلاقية جزء من عملية تنظيم يقوم بها الإعلامي, وبها العديد من الميزات الإيجابية من حيث تبنِّيها مواثيق الشرف واستلهام المعايير العربية والإسلامية.
  3. والقسم الثالث يناقش ميثاق الشرف الإعلامي في مواجهة الإهاب لما له من أهمية لأنه يتضمن في أسسه ومبادئه نصا على عدم نشر الجريمة ومواجهة ما يقوم به الإرهابيون من نشر جرائمهم على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى شبكة الانترنت بهدف زعزعة النفوس وإرهاب الجماهير والحكومات وفرض أيدلوجيات معينة لتغيير الآراء والمعتقدات, وهذا ما نجده في المواقع الإلكترونية التي تديرها باقتدار الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها داعش وأخواتها, وأبرز مثال على ذلك ما قامت به من تصوير 21 مصريًّا مسيحيًّا في ليبيا بتقنية عالية أثناء قتلهم بدم بارد.

كذلك ما يحدث من تفجيرات وقتل لضباط الشرطة والجيش في العراق وسوريا ومصر واليمن بوسائل وأساليب بعيدة كل البعد عن الأخلاقيات المهنية الإعلامية ومواثيق الشرف الإعلامي في أية دولة من الدول.

وكل ذلك يؤكد اختراق الإرهابيين لكل قيمة إنسانية فضلاً عن القيم الدينية السمحة التي تحض على الرحمة وحسن معاملة الأسرة وعدم التمثيل بالجثث وترويع الآمنين.

وهذا على عكس ما ينص عليه ميثاق الشرف الإعلامي لدول مجلس التعاون الخليجي التي تنص مادته الأولى على أن قيم العمل الإعلامي ترتكز على الدعائم الراسخة التي يرسيها ديننا الإسلامي, وهذا من أبرز ما يتناوله هذا القسم الثالث من البحث.

  1. أما القسم الرابع من البحث, فيتناول نماذج مختصرة لبعض مواثيق الشرف الإعلامية, والتزامات الإعلاميين أنفسهم, فضلاً عن حقوقهم.

ومن بين هذه المواثيق مسودة مشروع ميثاق الشرف الإعلامي الذي أعدته المؤسسة المصرية لحقوق الإنسان, وقد تمَّ صياغة المسودة النهائية لمشروع هذا الميثاق بمشاركة نخبة من كبار الإعلاميين المهتمين والأكادميين وممثلين عن نقابة الصحفيين.

كما يتناول هذا القسم ميثاق الشرف الإعلامي للمؤسسات الإعلامية ووسائل الاتصالات في الأمة الإسلامية, الصادر عن المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشئون الدينية الإندونيسية في جاكرتا في 20/1/1433ه.

ولأهمية هذه الوثيقة, فإن البحث في ثناياه قد ركز على ما ورد في هذه الوثيقة, وواجبات رجال الإعلام الذين يحرصون على جمع كلمة المسلمين ويدعون إلى التحلي بالأخوة الإسلامية والتسامح في حل مشكلاتهم, من خلال قوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة), والتركيز على عدم نشر أو بث ما يسئ إلى الخالق سبحانه وتعالى أو الرسالات الإلهية أو الرسل عليهم جميعًا الصلاة والسلام.

ومراعاة المعايير العلمية الموضوعية في نقد الآراء والأفكار, وكذلك أداء الرسالة الإعلامية بأسلوب عفٍّ كريم, حفاظًا على شرف المهنة وعلى الآداب الإسلامية.

كل هذا وأكثر ما سوف يتناوله البحث في ثناياه, فضلاً عن ذكر التوصيات والنتائج التي توصل إليها البحث , والتي من أبرزها:

-          أنه على الرغم من أن ميثاق الشرف الإعلامي ينص على عدم نشر الجريمة وإرهاب الناس, إلا أن ما شاع في الفترة الأخيرة من نشر الإرهابيين وخاصة (داعش) لجرائمهم بصورة يرفضها الدين الإسلامي الحنيف وترفضها الأعراف الإنسانية, فإن الإرهابيين يودون إرهاب الجماهير والحكومات وفرض أيديولوجياتهم؛ وذلك يحتاج إلى التأكيد من خلال ميثاق الشرف الإعلامي على ضرورة وضع المعايير الدقيقة لمراجعة سبل التواصل الاجتماعي وحث الدول على منع تسلل هذه الأخبار والأعمال الإرهابية المشينة إلى وسائل الإعلام بأي شكلٍ من الأشكال... وغيرها من التوصيات التي نأمل أن تجد طريقها إلى التنفيذ.

أشكركم على حسن الإصغاء وأتمنى لكم جميعًا موفور الصحة ولمؤتمركم النجاح والتوفيق... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

 

نحو خطة إعلامية شاملة لمواجهة الإرهاب

إعداد

الأستاذ إبراهيم جلاء جاب الله

رئيس مجلس إدارة جريدة الجمهورية

يقول تشرشل فى كتابه الشهير "أزمة العالم" إنه "ليس هناك أحد يكسب الحرب، وأن هناك فقط من يخسرونها " هذه المقوله صادقة إلى حد كبير فى الحروب التقليدية، غير أنها فى الحرب ضد الإرهاب تحتاج إلى تعديل جوهرى مفاده أنه "ليس هناك أحد يخسر هذه الحرب، وأن هناك فقط من يكسبونها"، ذلك لأن مواجهة الإرهاب والحرب ضده لابد أن تنتهى بانتصار الحق والعدل، وإذا نجحت المواجهة فى إيقاف عجلة الإرهاب أو تجميدها فهو إنتصار للإنسانية، وبالتالى فإنه أياً كانت نتيجة المواجهة ضد الإرهاب فإنه إنتصار للعدل والحق والإنسانية.

وإذا كان الفكر والعقيده والتدين يلعب دوراً بارزاً فى هذه الحرب، فإن ذلك يؤكد ضرورة وجود إستراتيجية شامله للحرب تتضمن خطة شامله للإعلام بإعتبار أن الإعلام هو أحد أهم آليات ومرتكزات هذه الحرب.

ولكى نحدد خطة إعلامية شامله لمواجهة الإرهاب فلابد أن نعترف أولاً أن الحرب ضد الإرهاب تفتقر إلى هذه الخطه الشامله، وتفتقر إلى وجود تنسيق تام للسياسات الإعلامية، وكذلك بين وسائل الإعلام ذاتها برغم أن معظم هذه الوسائل تقف تقريباً على خط واحد فى المواجهة.

ولكى نضع الخطة الإعلامية فإن علينا أن ندرس سلبيات المواجهة الإعلامية للإرهاب فى ظل عدم وجود مثل هذه الخطه، وبالتالى كيف نعالجها ونضع الخطط البديلة للعلاج، ثم تحقيق الأهداف.

ولعل أبرز السلبيات الواضحه هى إضفاء الطابع الرسمى على معظم أشكال التغطية الإعلامية للإرهاب وذلك لإعتمادها على مصدر واحد عادة يكون هو المصدر الرسمى مما يخلق حالة من الجمود فى تلك التغطية.

 والسلبية الأخرى هى الاعتماد على الأشكال والوسائل التقليدية مما يتيح للإرهابين فرصه إستغلال وسائل الإعلام الحديثة بل ويربطها بالإعلام التقليدى.

ومن السلبيات أيضاً العفويه والإرتجال والعشوائية وعدم التخطيط فى المتابعات الإعلامية وكأن وسائل الإعلام - وهى تقف على خط المواجهة – تعيش فى جزر منعزله.. فتقع فريسة لفكى الرحى: التهوين والتهويل.

وتلك سلبية أخرى يكشف عنها المتابعات الأخبارية فى الصحف والقنوات الفضائية العربية بشكل كبير، وهو ما يكشف عن عدم وجود التوثيق أحياناً مما يضعف مصداقية هذه الوسائل فتقع فريسة أيضاً لجناحى المصداقية فإما أن يكون: جامداً رسمياً.. أو هشا عشوائيا.

وإذا كان هناك سلبيات أخرى فإنها أقل أهمية من هذه النقاط التى أشرنا إليها مما يجعنا نهتم بأن تكون هذه الخطة الإعلامية الشامله ذات إطار مرجعى يحقق التماسك المنهجى وذلك من خلال وضع الأسس العلمية للعمل الإعلامى وذلك من خلال ما يلى:

اولاً:- تحديد الرسالة الإعلامية

ثانياً:- تحديد الوسيلة الإعلامية المناسبة

ثالثاً:- تحديد المتلقى

رابعاً:- دراسة رد الفعل

خامساً:- الإطار العام 

الجهود الإعلامية لمكافحة الإرهاب

إعداد

دكتورة / لمياء محمود

  ربما تكون ــــ وليس على سبيل المجاز ـــــ كلمة الإرهاب صارت الكلمة الأكثر ترددًا في كل الأوساط البحثية والإعلامية، وربما في الحوارات العادية بين الناس. فقد طغت على السطح بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حتى يمكننا أن نقول: إننا نعيش موسم أو عصر الإرهاب. وصور الإرهاب متعددة ومتفاوتة، تبدأ من التهديد بالكلمة، وتصل إلى تنفيذ التهديد، وإحداث التفجير والتدمير والقتل، مرورًا بالكثير من الدرجات التي تصب كلها في إحداث هذا النوع من الفزع والتوتر بين الناس والمؤسسات والدول، حيث لا يصيب الإرهاب جزءًا من المجتمع، بل تمتد آثاره إلى المحيط الذي يحدث فيه.

  ولا ننكر أن المنطقة العربية أصبحت ــــ منذ عام 2011 ــــ في مرمى الإرهاب بشكل جماعى ــــ ربما لم يسبق له مثيل ــــ بهذه الدرجة والكثافة والقوة والعنف. فقد أوجدت حالة الثورات العربية التي اجتاحت عددًا من الدول العربية حالة من الفوضى، فسرها البعض بأنها حالة طبيعية في فترات التحول والثورات. لكن استمرار الحالة وتصاعد قوتها، وتعدد مظاهرها ــــ التي وصلت إلى درجات عالية من الابتكار ــــ وبروز جماعات وتنظيمات تمارس العمل الإرهابى كما لو كان لعبة ترفيهية، هو ما يجعلنا نتوقف لنجد تحليلًا وتفسيرًا لما نعيش في ظله وفي إطاره.

  وفي المواجهة نحن نعيش عصرًا إعلاميًا متميزًا، فقد وصل الإعلام لأعلى تأثير له ــــ ربما في التاريخ ــــ حيث توافرت الوسائل المتعددة التي أصبحت تحاصر الإنسان في كل لحظة، وتتوافق مع اهتمامات كل فرد، وتلبى احتياجاته، فالشخص التقليدى له وسائله، والشخص الذي تعامل مع الواقع الإلكترونى له وسائله، وكل يوفر أحداث الدنيا كلها في كل لحظة، ولكن من أى وجهة نظر، ولتحقيق أى هدف ؟ هذه هي القضية، والفيصل في الموضوع. فنجد موضوعًا ما مرتبطًا بحدث، ينقل بالصوت والصورة، وكلاهما لا يكذب، ولكن التحليلات والتعليقات تأخذه من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وكل له مبرراته وتفسيراته التي تقنع المتلقى، حسب درجة قناعته وتبنيه لفكر الجهة التي تبث له الموضوع، واستعداده لاستيعاب هذا الرأى المبنى على فكر معين في اتجاه معين، وقناعته بالشخص الذي يرد التبرير على لسانه. كل ذلك أدى إلى وجود حالة جديدة امتزج فيها الواقع الحقيقى الذي نعيشه، والواقع الافتراضى الذي يعيّشنا فيه الإعلام، وبالتالي خلق درجات متفاوتة من الرضا وعدم الرضا عن كليهما ( الواقع الحقيقى والواقع الافتراضى ). يحدث كل ذلك في ظل وجود متلقين جدد فتح عليهم الإعلام الفضائى والإعلام الإلكترونى ووسائط التواصل الاجتماعى ــــ التي أصبحت تدخل في عداد وسائل الإعلام ــــ بابًا سحريًا أو شيطانيًا لمعرفة العالم وما يحدث فيه، فأحدث لديهم حالة من الانبهار أو الانجراف أو الرعب، وجميعها تدخل في إطار التأثير الهائل للإعلام على إنسان الزمن الحالي.

  وفي ظل تلاقى كل هذه المعطيات بدأنا ندخل في منعطفات جديدة، ربما لم تكن تخطر على بال علماء الإعلام الأوائل الذين عرفوا ووصّفوا وتنبأوا بمستقبل الإعلام. فأصبح الإعلام الذي من المفترض أنه يُعلم ليزيد من امتلاك الفرد لأدوات معيشته، ويجعله أكثر خبرة في التعامل مع مجتمعه، أصبح هو عامل القلق والتوتر الذي ربما يصل إلى درجة الرعب. وأصبح الإعلام الذي من المفترض أنه يحذر الناس من المخاطر، هو جالب هذه المخاطر لهم. وأصبح الإعلام الذي من المفترض أنه يطمئن الناس، هو الوسيلة لإرهاب الناس. وأصبح حارس البوابة الإعلامية الذي بيده تحقيق رسالة الإعلام بدرجة من الفهم والمسئولية، هو المشارك في كل تلك الجرائم. وأصبح الإعلامي الذي كان دوره يتمثل في الأخذ بيد مجتمعه للمعرفة والفهم، هو أحد المشاركين في نشر الإحباط والتشكيك والرعب بين أفراد مجتمعه ــــ والمجتمع هنا لم يعد الدولة الواحدة بل تعداه للعالم الذي يدرك اللغة التي يتحدث بها ــــ فانقلبت الموازين، واختلطت الأوراق، وتاهت الحقائق، وشوهت الرسالة التي من المفترض أنها هادفة لتصبح هادمة.

هل مازال بأيدينا علاج ؟ هل يبقى الأمل ؟ هل يمكن أن نصلح المسار؟

أسئلة مشروعة تطرح نفسها، ولكن هل نمتلك الإرادة والقدرة على أن نفعل ذلك ؟ هذا هو الطرح الذي لابد من العمل عليه إنقاذ كل شىء، المجتمع، والإنسان، والمهنة.  

  هناك عدد من الأدوار يجب أن تتلاقى لتحقيق هذا الإنقاذ:

أولًا: الدور التثقيفي: ويتطلب وقتًا من الزمن، حيث يتضمن التوعية المجتمعية، التي تعّرف الفرد بحقائق مجتمعه، والأدوار المتعددة فيه، ومن يقوم بها، وكيفية تعامله معها. والمواجهة الفكرية، حيث يواجه الفكر بالفكر والحجة بالحجة، وهذا دور قادة الرأى في المجتمع، والمدارس والجامعات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى، وغيرها من الجهات المعنية. ويعتبر هذا الدور ممتدًا متشعبًا تشارك فيه كل قطاعات المجتمع.

ثانيًا: الدور المباشر: ويتمثل في التغطيات الإعلامية للأحداث بشكل مهنى يراعى التقاليد المهنية والمجتمعية.

ثالثًا: الدور المستمر: ويستهدف بناء بيئة آمنة طاردة للفكر الإرهابى، ويتكامل مع الدور التثقيفي في المعالجة الشاملة لكل مناحى الحياة، السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والاجتماعية.

  كذلك يجب أن تكون المعالجة الإعلامية شاملة لكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وبكل الأساليب والأدوات الفنية الإعلامية، وبمختلف المستويات اللغوية المستخدمة في الخطاب الإعلامي.

 

معالجة الصحافة الاستقصائية في المواقع الإلكترونية لقضايا الإرهاب الدولي

(دراسة تحليلية لأخلاقيات الممارسة الصحفية)

إعداد

د.رحاب الداخلي محمد

المدرس بقسم الإعلام- كلية الآداب- جامعة أسيوط

في ضوء ما نصت عليه مواثيق الشرف الصحفية من ضرورة توخي الموضوعية والدقة في المعالجة الصحفية لأية قضية، وفي ضوء ما كشفت عنه كثير من الدراسات من أن هناك أزمة أخلاقية في بعض الممارسات الصحفية – تخالف بقدر ملحوظ – أخلاقيات الصحافة وآدابها وتقاليدها المتعارف عليها، وأن هذه الظاهرة تتزايد ولا تتناقص.

     وفي ضوء ذلك كله تقدم هذه الورقة رصدا وتحليلا شاملا لمعالجات الصحافة الاستقصائية في المواقع الالكترونية لقضايا الإرهاب الدولي؛ وذلك سعيا لاستكشاف الواقع الفعلي للممارسة الصحفية ومدي تحقيق الموضوعية في عرض قضايا الإرهاب الدولي.

تعاون الإعلام والأمــن في مكافحة الإرهاب والجريمة

الفكرة والتطبيق

إعداد

أ.تهامي منتصر

 مدير التحرير بأخبار اليوم

بسم الله الرحمن الرحيم "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " صدق الله العظيم

هذه الآية أصل في ديننا السمح وشريعتنا الغراء تقرر الوسطية والاعتدال في كل شئ كما تقرر أن كل من تجاوزها وخرج عليها فهو أخرق أحمق متشدد متنطع ترك اليسر في الوسطية وترك السنة المحمدية " فما خير النبي صلي الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما " وهو نبي الوسطية كما ورد في سيرته صلي الله عليه وسلم وسنته عندما رد المتشددين في العبادة وقال لهم: " أما وإني أخشاكم لله وأتقاكم أنا أصوم وأفطر وأصحو وأرقد وأتزوج النساء.." ومع هذا فقد وقع بعض الشباب ضحية أفكار مغلوطة متشددة حتي تلوثت أياديهم بالدماء الحرام وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.وبات المجتمع مهددا بحمقهم وأصبح واجبا علينا التصدي لهم ولأفكارهم من خلال رؤي ووسائل عصرية تناسب نشاطهم الهدام وتتعقبه ولعل التعاون الوثيق الرشيد بين وسائل الإعلام والأجهزة الأمنية يمكن أن يسهم في تفكيك هذا الفكر السقيم المتطرف.

    ولذا.....

فإن أجهزة الإعلام بكافة أنواعه ووسائله مسموعا ومرئيا وحتي شبكة التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر وغيرها  بالتعاون مع أجهزة الأمن المتخصصة والمعنية بمكافحة الجريمة يمكنها تحصين أفراد المجتمع من السلوك الإجرامي، ودعوتهم للتعاون مع رجال الأمن لمكافحة الجريمة والحد من آثارها السلبية على الفرد والمجتمع، ذلك أن لوسائل الإعلام دورا قويا ومؤثرا في مجال الأمن، حيث تؤثر بدرجات متباينة على مجريات الأمن وفعالية أجهزته «ولذلك يجب استغلال التأثير الإيجابي لوسائل الإعلام على الأمن من خلال دعم قدرات الأجهزة الأمنية والتنويه بإنجازاتها وقدرتها على مواجهة الجريمة، وحشد الرأي العام الذي يدعم ويساند أجهزة الأمن ويحث أفراد المجتمع على التعاون مع رجال الأمن»، بالإضافة إلى ضرورة تلافي التأثيرات السلبية الناتجة عن نشر الشائعات والأخبار غير الصحيحة التي تحد من الأمن والاستقرار وتجلب عدم الثقة في نفوس أفراد المجتمع نحو الأجهزة الأمنية التي يرتكزنجاح عملهاعلى التعاون مع أفراد المجتمع          

كما نرى ضرورة.......*

 تأهيل القائمين على الإعلام الأمني للاضطلاع بالدور المنوط بهم بكفاءة واقتدار من خلال نشر الحقائق، ومواجهة الشائعات، وحشد الرأي العام المساند لأجهزة الأمن، والعمل على تغيير الصورة الذهنية السلبية المترسخة في نفوس أفرد المجتمع عن رجال الأمن. وهنا يجب أن ننوه.

 أن العلاقة المتلازمة بين الإعلام والأمن تفرض التعاون الكامل بين أجهزة الأمن.

 ووسائل الإعلام لمواجهة التحديات المعاصرة من خلال تكثيف التواجد الأمني، وتفعيل التعاون بين الجمهور وأجهزة الأمن، وتوجيه حملات إعلامية مستمرة لإيجاد مناخ أمني ملائم للتنمية والاستقرار في البلاد،..ونحن في هذا البحث نسعي....

 إلى التعرف على دور الإعلام الأمني في الوقاية من الجريمة، من خلال التعرف على معطيات عدة، تلخصت محاورها في خصائص الإعلام الأمني، وأهمية الإعلام الأمني في الوقاية من جرائم الإرهاب، واستراتيجية الإعلام الأمني للوقاية من الجريمة. وبينت أساليب الإعلام الأمني في الوقاية من الجريمة، ومفادها أن حملات الإعلام الأمني تؤدي دورا مهما في إيصال الرسالة الإعلامية لجمهور المشاهدين، من خلال عمليات التأثير التي تتراوح شدتها وتأثرها حسب تكرار إذاعة الحملات، واختيار الأوقات الملائمة لذلك، وتخصيص الفترة الزمنية الكافية لوصول الرسالة بوضوح لجمهور المشاهدين، فضلا عن العناية بمضامين الحملات الإعلامية، واستخدام وسائل عرض متميزة، وأشكال عرض مختلفة لكي لا تصيب جمهور المشاهدين بالملل وترسخ قناعات بأهمية المواد المطروحة والمعلن عنها، في إطار استراتيجية ترتكز على عدد من المقومات منها يعرضها البحث في ثناياه.

وخلصت الدراسة إلى ضرورة أن يكون هدف الإعلام الأمني تصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة، وتغيير الاتجاهات السلبية لدى أفراد المجتمع من خلال تبصيرهم بخطورة الآثار السلبية الناجمة من الظواهر والمشكلات الاجتماعية التي تمس أمنهم وسلامتهم ودعوتهم للمساهمة في علاجها، وأن قصور الإعلام الأمني في تعزيز الأمن أو تحصين أفراد المجتمع من الجريمة يترتب عليه مشكلات خطيرة تساعد على تحول في مفاهيم الجريمة ووسائل ارتكابها في ضوء التطورات التقنية المعاصرة التي أسهمت بشكل أو بآخر في تدويل الجريمة، مؤكدة على أن الكوادر والكفاءات الإعلامية يجب أن تتحلى بخصائص وسمات من أهمها الصدق، الأمانة، الإخلاص، القدوة الحسنة، ومراعاة لغة المخاطبين ومستوى عقولهم.

وأكدت في توصياتها على أن أهمية الإعلام الأمني لا تقتصر على تحقيق أمن المجتمع من خلال تهيئة وجلب البيئة المناسبة لاستتباب الأمن الذي يعد السياج الذي يحمي الإنسان ويجعله مطمئنا على نفسه وماله وأهله وعرضه، بل تمتد إلى تأسيس وعي أمين يثري الروح المعنوية والمادية بكل مقومات النجاح والتفوق والتمشي بالتعليمات والأنظمة التي تكفل أمن الفرد وسلامته في شتى مجالات الحياة.

كما أوصت بالحكمة في الدعوة الصحيحة، واتباع منهج الوسطية القائم على الاعتدال، والاستخدام الفعال لكل أدوات النشر والإعلام والاتصال، كأداة رئيسة، وشرط ضروري لنجاح استراتيجية المواجهة في جميع أبعادها وجوانبها الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية والإعلامية والفكرية والتشريعية والقضائية والأمنية وغيرها. والله ولي التوفيق,,,

الدور المأمول للإعلام في مواجهة الإرهاب

إعداد

 أ/ محمود أحمد عبد الجواد الفشني

مدير تحرير مجلة الأزهر وعضو اتحاد كتاب مصر

إن الإدراك الواضح لأهمية الإعلام وخطورة رسالته التوعوية يمثل حجر الزاوية في الاستراتيجية العامة للدول، على مستوى العالم كله، خاصة في وقت الأزمات والحروب.

والإعلام النافع صورة من صور الكلمة الطيبة التي قال الله عنها: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) (إبراهيم: 24)، والإعلام الضار صورة من صور الكلمة الخبيثة التي قال الله عنها: (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) (إبراهيم: 26).

والإعلام الناجح يتصف بما اتصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته، لقد كان يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وقال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: 159)، وكان يقول عن نفسه: "إني لم أُبعث لَعَّانا، وإنما بُعثت رحمةً" رواه مسلم.

وقد تنوعت وسائل الإعلام في العصر الحديث تنوعا كبيرا، بين إذاعة مسموعة ومرئية، وصحف ومجلات، وأفرز الإنترنت وسائل جديدة، منها المدونات وصفحات التواصل الاجتماعي، وقنوات اليوتيوب.

وعرّف الاتحاد الأوروبي الإرهاب بأنه: (العمل الذي يؤدي لترويع المواطنين بشكل خطير, أو يسعى إلى زعزعة استقرار أو تقويض المؤسسات السياسية أو الدستورية أو الاقتصادية أو الاجتماعية لإحدى الدول, أو المنظمات, مثل الهجمات ضد حياة الأفراد أو الهجمات ضد السلامة الجسدية للأفراد أو اختطاف واحتجاز الرهائن, أو إحداث أضرار كبيرة بالمؤسسات الحكومية أو اختطاف الطائرات والسفن ووسائل النقل الأخرى, أو تصنيع أو حيازة المواد أو الأسلحة الكيماوية والبيولوجية, أو إدارة جماعة إرهابية أو المشاركة في أنشطة جماعة إرهابية).

والدور المأمول من الإعلام في مواجهة الإرهاب، يتضمن أمورا كثيرة، من أهمها بعد التثبت من صحة الأخبار المتعلقة بالإرهاب:

1- صَوْغ الخبر بحيث تكون صياغته بعيدة عن بث التفرقة والكراهية وإحداث كراهية أو عداء في المجتمع.

2- تعرية الإرهاب من حججه الزائفة، دينية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.

3- إبراز منهج الرسالات السماوية في التعايش السلمي والتسامح والبُعد عن التطرف والإرهاب وكل ما يساعد على الكراهية، وأن الفكر المتطرف ينشأ نتيجة لعوامل معينة في كل الحضارات، ومن ثم فالإرهاب لا دين له.

4- إبراز حقيقة أن الإرهاب لن يحقق لمن قاموا به هدفهم أو أهدافهم التي يسعون إليها، بل إنه يبعدهم عن ذلك.

5- تسليط الضوء على وسائل معالجة الجذور العميقة للإرهاب ذات الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

الإعلام الجديد نافذة لقوى الإرهاب والتطرف

رؤية

أ / نزار سلامة العطيفي

   نائب رئيس التحرير بوكالة أنباء الشرق  الأوسط -المصرية عضو لجنة الإعلام برابطة الجامعات الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية

حذرت ورقة العمل من استخدام الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى من فيس بوك وتويتر وغيرها من الفيديو والتلفاز والاذاعة والقنوات الفضائية كأدوات وأذرع للإرهاب ينشر بها فكره دخل المنطقة في حالة من الفوضى غير المسبوقة خاصة مع التطور الهائل الذي شهدته وسائل الاتصال الحديثة  بتطور العلوم التكنولوجية وتتميزها بخاصية انتقال المعلومة سريعا في وقت حدوثها لأى مكان في العالم كما أن تكلفة هذه الوسائل ليست كبيرة مقارنة بما تقوم به مشيرة إلى أن الجماعات الإرهابية استغلت تلك الوسائل الحديثة للوصول إلى أهدافها بشكل أسرع من وسائل الإعلام الرسمية.

كما حذرت الورقة من استغلال الخلايا الإرهابية مختلف عناصر الإنترنت لنشر أفكارها ومنها التنقيب عن المعلومات، حيث إن شبكة الإنترنت عبارة عن مكتبة هائلة ومليئة بالمعلومات الحساسة والخطيرة, والاتصالات، حيث تساعد الشبكة الإلكترونية على الاتصال وكذلك الفيس بوك و تويتر والتلفاز.

واستعرضت الورقة من خلال عدة تجارب عملية أوجه المعالجة الإعلامية العربية للظاهرة الإرهابية وللعملياتالإرهابية والتي تمثلت في التركيز على الحدث أكثر من التركيز على الظاهرة. هيمنة الطابع الإخباري على التغطية الإعلامية العربية للعمليات الإرهابية وتغيب الطابع التفسيري والتحليلي والاستقصائى والتوارى في الغالب عن معالجة جذور الظاهرة الإرهابية وأسبابها العميقة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية، والافتقار نسبيا إلى الخبراء والمختصين في المجالات الأمنية والاجتماعية والنفسية والثقافية والدينية والتربوية لمعالجة الجوانب المختلفة للظاهرة.

واقترحت الورقة استراتيجية لمواجهة سوء استغلال الجماعات الإرهابية لوسائل الإعلام الحديثة وإمكانية تطوير الإعلام المسئول لمواجهتها تتمثل في ضرورة التوعية الإعلامية المشتركة ضد مخاطر الإرهاب، ووضع ضوابط مهنية ومعايير أخلاقية وانسانية وموضوعية تراعي ظروف المجتمع ومزاج الرأي العام وتنسيق السياسات الإعلامية بين وسائل الإعلام المختلفة فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالإرهاب والأمن القومي, مع أهمية فهم خطابالجماعات المتطرفة الإعلامي ومنظوماتها ومرجعياتها الفكرية والتنظيمية والتعامل معها بشكل سريع وفعال مع وضع التشريعات الكفيلة بإغلاق المواقع التي تروج للعنف وللأفكار المتطرفة.

 وأشارت إلى اهمية إبراز الأضرار المباشرة التي تقع على المواطنين جراء أعمال العنف والإرهاب، بحيث تصبح قضية القضاء على الإرهاب قضية شخصية لكل مواطن مع عدم التهويل في التعامل مع الأحداث الإرهابية على كونها قصة خبرية أو سبق إعلامي، ووضع نشاطات ومظاهرات المناصرين للجماعة الإرهابية وحلفائها في حجمها الطبيعي وعدم تسليط الأضواء عليها, وتدريب العاملين بوسائل الإعلام خاصة مقدمي البرامج التلفزيونية.

استخدام الجماعات الإرهابية لوسائل الاتصال والتواصل الاجتماعى

إعداد

أ / أحمد عبد الفتاح

صحفي بجريدة الأهرام

نتناول في هذه الورقة عدة موضوعات تتصل بصورة مباشرة بموضوعها على النحو التالي:

أولا: تعريف الإرهاب الإلكترونى

يطلق الباحثون على استخدام الجماعات الإرهابية لشبكات الإنترنت وبرامج الاتصال والتواصل الاجتماعى بالإرهاب الإلكترونى أو الإرهاب الافتراضى، وجاء هذا التعريف مؤخرا نتيجة لاعتماد العديد من الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية على نشر أفكارها التكفيرية لجذب وتجنيد الشباب المحبط تجاه أفكارهم الهدامة, ويرجع العديد من العلماء اتجاه الجامعات لهذه الوسيلة لما لها من مميزات تفيد هذه الجامعات ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في المنطقة وخارجها، خاصة منذ الثورات العربية وما لحقها من تطورات، كما أضحت تلك الشبكات الأداة الأهم في يد الجماعات المسلحة لوضع خططها وتنفيذ أهدافها.

ثانيا المواقع المحسوبة للجماعات الإرهابية:

وتجدر الإشارة إلى زيادة عدد المواقع المحسوبة للجماعات الإرهابية ففي كتاب "الإرهاب العالمي والإعلام الجديد" لمؤلفيه فليب سيب ودانا جانبك – الخبيرين في الدراسات الإعلامية أكد على أن عدد المواقع المحسوبة لجماعات الإرهاب العالمي ارتفع من نحو 12 موقعاً إلكترونياً عام 1997م، إلى 4,350 موقعاً في أوائل عام 2005م، ثم 4,800 موقع عام 2006م، وتجاوز أكثر من 6 آلاف موقع إلكتروني في نهاية عام 2008م، ومن الملحوظ أن تنظيم القاعدة كان له السبق في الاعتماد على المواقع الإلكترونية في تنفيذ عملياته الإرهابية.

ثالثا: تنوع شبكات التواصل الاجتماعى:

وشبكات التواصل الاجتماعي هي "شبكات تفاعلية تتيح لمستخدميها التواصل في أي وقت وفي أي مكان في العالم"، وقد انتشرت على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) في السنوات الأخيرة، ومن أبرزها "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، حيث استطاعت أن تحدث في زمن قياسي تأثيراً عابراً للحدود، في نشر الأفكار الهدامة وتجنيد الشباب المحبط مستغلين أوضاعهم السيئة في بلدانهم في تحقيق أهدافها التخريبية في كل بقعة من بقاع العالم؛ وذلك عبر شبكات التفاعل سريعة التأثير ورخيصة التكلفة، وعظيمة التدمير.

رابعا: أهم ما تتميز به شبكات التواصل:

فشبكات التواصل التفاعلى تتميز بأنها قليلة العبء المادي، ومن ثم تتيح نشر المعلومات عن التنظيمات وكيفية التواصل مع أعضائها، بالإضافة إلى إتاحة تدفق المعلومات وتسهيل تشكيل المجموعات وتقليل تكلفة تجنيد الأعضاء وإيجاد حوافز حماسية للمشاركة.

كما أنها تدعم وتعزز وجود هوية الجماعة، وتعزز الانتماء بين أفراد المجموعة الواحدة، حيث تربط أفرادها بقضية واحدة، وهدف مشترك، وقيم متماثلة, كما أنها تُمَكِّن من قيام علاقات وجها لوجه، على الرغم من بعد المسافات الجغرافية بحيث أضحى أي تفاعل يحدث في أية منطقة في العالم يترك تأثيره في المناطق الأخرى 

وبالإضافة إلى ما سبق، فإن الجماعات الإرهابية تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كأداة لتحديد أهدافها والتعرف عليها ومراقبة تحركاتها، خاصة في إطار عمليات الاغتيالات التي تطال بعض رموز الأجهزة الأمنية أو السياسية في الدول المستهدفة؛ وذلك إما بمراقبة من يمتلك حسابات على تلك المواقع، أو مراقبة دائرة أصدقائهم ومعارفهم للوصول إليهم، وجمع البيانات.

وتخلص هذه الورقة البحثية إلى أن توظيف وسائل التواصل الاجتماعي أصبح مكثفاً من قبل الجماعات المسلحة، لتجاوز حاجز الزمان والمكان والرقابة الأمنية، وتوفير الوقت والجهد، وتعددت أساليب توظيف تلك الجماعات لهذه الوسائل ما بين الحصول على الدعم، وتجنيد الأفراد، ونشر الأفكار، حتى أصبحت هناك حروب غير تقليدية تدار عبر شبكات التواصل الاجتماعي, ومن ثم يجب على الدول أن تكون على أتم الاستعداد التقنى لرصد العمليات الإرهابية التي تتم من خلال شبكات التواصل ويتم ذلك من خلال قيام مؤسسات الدولة المختلفة المدنية والدينية برصد هذه العمليات والرد عليها أو فضح أمرها على المستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعى والتنبية والتحذير من هذه الرسائل، ويتم هذا جنبا إلى جنب مع قيام المؤسسات الدينية بدورها في توعية الشباب بأهمية التمسك بمبادئ الدين الوسطى الحنيف الذي يقوم على الاعتدال والبعد عن التطرف, وهذا ما سوف تتعرض له الورقة البحثية في ثناياها بالتفصيل.

والله ولي التوفيق,,, التكامل والتنسيق بين المؤسسات الإعلامية والأمنية في التصدى للإرهاب

إعداد

أ / أيمن عبدالوهاب مبارك

كبير مراسلين بقطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون

جمهورية مصر العربية

لا ينكر أحد أهمية الأمن للإنسان فالأمن هو المطلب الثانى لأى إنسان أو أى تجمع بشرى ويقول الحق تبارك وتعالى في محكم تنزيله: - بسم الله الرحمن الرحيم: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف) صدق الله العظيم, فالأمن متلازم مع أقل ما يبقى به الانسان على حياته واذا كان الإرهاب يشكل أحد أخطر الظواهر الإجرامية التي عرفتها المجتمعات الحديثة لما يمثله من تهديد خطير للفكر والعقيدة والكيان السياسى للشعوب,، وهو باتساع مفهومه أضحى من أبرز المهددات الأمنية لما له من تأثيرات بعيدة المدى والخطورة على الإنسانية كافة.لذلك فقد دعا “إعلان دمشق”إلى “بدء عمل إقليمي ودولي منظم بالتعاون والتنسيق بين جميع الدول سياسيا أو أمنيا أو عسكريًا لمواجهة التنظيمات الإرهابية وإدانة أية دولة تقدم أية مساعدة عسكرية أو أمنية أو مالية لهذه التنظيمات واعتبارها تمارس إرهاب دولة يستوجب مواجهته ومعاقبته”. وشدد “إعلان دمشق” على ضرورة التصدي لظاهرة انتشار الفكر التكفيري وإقرار خطة عمل إعلامي مشتركة لنشر ثقافة الوعي لهذا الفكر التضليلي وتطوير التنسيق الإعلامي بين المؤسسات الإعلامية الوطنية الرسمية والخاصة في الدول التي تتصدى للإرهاب لفضح هذه التنظيمات وكشف مصادر تمويلها وتسليحها ودعم جهود الإعلام السوري الرسمي والخاص الذي يخوض هذه المواجهة منذ سنوات.

وأشار “إعلان دمشق”إلى “ تشكيل لجنة متابعة لمقررات المؤتمر تمهيدا لإطلاق تجمع إعلام دولي لمناهضة الإرهاب بكل أشكاله ومقره دمشق”.

مما لاشك فيه أن وسائل الإعلام تقوم بدور بارز ومهم إزاء هذه الظاهرة خاصة في مجال التأثير على الرأى العام وتوعيته وتوجيهه، فالإعلام لم يعد مجرد ناقلا للأخبار والأحداث فقط وإنما أضحى وسيلة لصناعة العقول وتنمية الأفكار؛ لذلك ينبغى الاستفادة القصوى منه عبر تقنياته وآلياته الفعالة بغية تقديم رسالة بناءة تقوى على مواجهة الأعمال الإرهابية الهدامة وتسهم في وضع لبنات متينة للحس والوعى الأمنى لدى كافة أفراد المجتمع.

ولكن اذا كان لإرهاب فرد أو جماعة هذه الآثار السيئة فما بالنا بالإرهاب المنظم الذي تقوم به كيانات كالكيان الصهيونى أن ما يحدث في الأراضى الفلسطينيه ليس له توصيف إلا أنه إرهاب دولة منظم ضد شعب أعزل يطالب بحقوقه المشروعة؛ لذلك يجب على جميع الدول العربية والإسلاميةتوحيد لغة الخطاب المحلي إزاء ما يرتكبه الاحتلال الصهيونى من إرهاب في الضفة الغربية خاصة في الوقت الحاضر.

 دور الإعلام العربى فى تنمية المسئولية الاجتماعية

إعداد

الأستاذة/ فاطمة الحصى

باحث دكتوراه

 من المعروف أن الإنسان يتأثر بما يشاهده من أعمال فنيه أو مسلسلات أو برامج او افلام تأثرا كبيرا،وتعد الفئة الأكثر تأثرا بمحتوى هذة الوسيلة الاعلامية (التلفزيون )هى فئة الأطفال من سن 6سنوات حتى سن16عام،وذلك لأنها السن التى تتكون فيه اتجاهات الفرد، ويتشرب الطفل فيها القيم والمبادئ والعادات والتقاليد التى تحكم اسرته الصغيرة ووطنه الأكبر.

وقد يرسخ فيلم سينمائى او مسلسل تلفزيونى قيمة أو مبدأ ايجابى مهم فى حياة الانسان اكثر من نصائح معلم أو مجهود الوالدين..وقد يلعب العمل الفنى الهابط على هدم ما قد بنته اسرة أومدرسة فى سنوات عدة وذلك من خلال عمل فنى هابط لاتستغرق مدته سوى  دقائق معدودة.

وقد انتشرت فى مصر والعالم الكثير من القنوات الفضائية غير معلومة الهوية أو الهدف،وأصبحت المسلسلات الهابطة والأفلام الهزلية عديمة القيمة،بل وحتى الاعلانات الفجة تحاصرنا من كل صوب وحدب.وقد تجاهل العالم العربى حقيقة مهمة هى ان نهضة الاعلام ليست فقط اقامة القنوات الفضائية،واطلاق الأقمار الصناعية،واستيراد احدث المطابع الصحفية،لكن الأهم من ذلك هو القدرة على انتاج رسالة اعلامية مبتكرة ونافذة.

وكان من نتائج عملية العولمة نتائج عدة ذكر الدكتور نبيل على اهمها من وجهة نظره وهى:تقلص سيادة الدولة وتهميش دورها مما دفع بالمؤسسات متعددة الجنسية الى تقاسم الحكومة فى ادارة الدولة.

قدرة الاعلام على النمذجة

ان التلفزيون هو الرفيق اليومى لكل أفراد الأسرة، وهو من اهم المقتنيات المنزلية بالنسبة لأى عروسين حيث يحتل  هذا الجهاز مكانة متميزة بالنسبة لاجهزة الاعلام الاخرى كالراديو او الفيديو او التسجيل....ويوجه التلفزيون رسالته الى الأطفال بشكل مباشر ويومى وذلك من خلال استغلال حاستى السمع والبصر مما يساعد على جذب  انتباه المشاهد بشكل كبير،وقد مكن التطور التكنولوجى الطفل من استقبال مئات القنوات من خلال الأقمار الصناعية.

هذة التعددية فى القنوات،وهذا التنوع فى البرامج والمسلسلات والافلام جعل الطفل فى حيرة من أمره وفى حالة صراع بين ما يشاهده فى القنوات المحلية (التى تربينا عليها )أو القنوات الفضائية التى لايهمها سوى الفوز فى المنافسة من اجل استقطاب اهتمام المشاهدين.

 وتتناول الدراسة ما يلي:

1-أهمية الإعلام.

2- قدرة الإعلام على النمذجة.

3-تأثير الإعلام فى تشكيل صورة الفتاة لذاتها  ولدى الطفل الذكر.

4-تفسير ظاهرة التحرش فى ضوء النماذج الإعلامية .

5-الإعلام التربوى والمسئولية الاجتماعية.

6-توصيات الدراسة.

الإعلام والأمن الفكرى

إعـداد

أ/ محمد خليل محمود محمد

كاتب صحفي وباحث دكتوراه

يسلط البحث الضوء على الدور الأصيل الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الرأى والوعى لدى الجمهور، وتأثيره على تنشئة الأجيال مباشرة بما تبثه من أفكار أو انحلال، كما يسعى البحث لمعرفة مدى عمق الأثر الإعلامي على الأمن الفكري وما يتبعه من سلوك فردي وجماعي، وخاصة وأن الرسالةالإعلامية باتت متغيراً هاماً في صياغة وعي الجمهور ومواقفه تجاه القضايا التي تعرضها وسائل الإعلام, وفي الختام طرح الباحث مجموعة من التوصيات أهمها: التركيز على دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية، والتوظيف الأمثل لوسائل الإعلام واستثمار وسائل الإعلام الجديدة لنشر الفكر الآمن، والتحذير من الفكر المنحرف.

تضمن البحث ثلاثة مباحث، جاءت على النحو التالي:

-المبحث الأول: الإعلام وأهميته ووظائفه.

-المبحث: الثانى الأمن الفكرى والفكر المراد تأمينه.

- المبحث الثالث: دور الإعلام في الأمن الفكرى.

 

تحديات الإعلام في مواجهة الإرهاب

إعداد

أ/ إيهاب نافع

كاتب صحفي وباحث في شؤون الحركات الإسلامية

الإرهاب والإعلام مقترنان لا يفترقان فلا يمكن بأية حال من الأحوال أن ترتكب جريمة إرهابية دونما أن يسلط الإعلام عليها الضوء قياما بدوره في تسليط الضوء على كل ما هو غريب وملفت للأنظار في المجتمعات تلبية لحاجات متابعيه، لكن البعض يرى أن الإعلام أسهم بشكل كبير في شيوع الإرهاب بل تخطى بعضهم الحدود في وصف الإرهاب فاعتبره "جريمة إعلامية"، وبين هذا وذاك يبقى الواقع الذي يفرض عدة حقائق من بينها أن الإعلام يقع بين التغييب والمهنية، وفي ظل إعلام السماوات المفتوحة لم يعد للتغييب مجال ليبقى السبق الصحفي والمعلومة الجديدة التي تزيد من رواج الوسائل الإعلامية المختلفة حاكما في المسألة برمتها، الأمر الذي ربما يجعل البعض من الإعلاميين يغامرون بحياتهم إلى المجهول طمعا في تحقيق انجازات إعلامية حول الإرهاب ودعاته، ولربما انعكس ذلك الانجاز على بعضهم بالتغييب في السجون أو الخضوع لتتبع أجهزة استخباراتية أو ربما دفع بعضهم حياته ثمنا لمغامرة صحفية مع من لا يأمنون ولا يؤمنون.

دراستنا محاولة لرصد واقعي منطلق من تجارب خاصة ووقائع قائمة ورؤي ونظريات إعلامية حاكمة للوقوف على حجم التحديات التي تواجه الإعلام في مواجهة الإرهاب, وذلك من خلال تسعة محاور إلى جانب خاتمة تقف على أهم التوصيات التي توصي بها الدراسة.

 محاور الدراسة:

أولا: الإرهاب وعلاقته بالإعلام " القاعدة والجزيرة نموذجا".

 ثانيا: الإعلام بين مهنية التغطية والسبق والضمير الإنساني.

 ثالثا: كيف وظف الإرهاب الإعلام لنشر جريمته.

 رابعا: ما الذي يجب على الإعلام حيال تغطية الجريمة الإرهابية؟

خامسا: الإعلامي متهم من الإرهابيين والأجهزة الأمنية.

 سادسا: الإجراءات العملية المطلوبة لتقويم دور الإعلام في مواجهة الإرهاب.

سابعا: وسائل التواصل الاجتماعي وصعوبة السيطرة عليها.

 ثامنا: دور الدول والحكومات في مساندة الإعلام في مواجهة الإرهاب.

 تاسعا: ماذا لو امتنعت وسائل الإعلام العالمية عن نشر الجرائم الإرهابية؟.

الخاتمة:

الإعلام العربي يعاني من ويلات عدة تحول دون نهوضه،بوضعه الحالي، بمواجهة تحديات الإرهاب، وهو الأمر الذي نحتاج معه إلى إعادة النظر بشكل ضروري وعاجل في السياسات التحريرية لوسائل الإعلام الرسمية في التعامل مع قضية الإرهاب، وتدعيم وسائل الإعلام المملوكة لأشخاص موالين للدول لتزيد قدرتها على تقديم أعمال وبرامج وقوالب مختلفة تستطيع مواجهة الإرهاب، كما تحتاج الدول العربية والإسلامية إلى وضع استراتيجية متكاملة لإحداث نقلة إعلامية كبيرة ومتطورة على قدر حاجة المجتمعات إليها في المرحلة الراهنة، وتطوير الكوادر الإعلامية لتوظيف أفضل التقنيات المتاحة في العمل الإعلامي، وإعادة طرح ميثاق الشرف الإعلامي بما يحدد كيفية التعامل مع الجرائم التي ترتكبها الجماعات الإرهابية حتى لا تتحول وسائل الإعلام لأبواق تردد رسائل تلك الجماعات بما يمثل إرهابا فكريا للمجتمع، ويؤثر على تربية وسلوكيات أفراده وبخاصة الأطفال الذين يميلون للتقليد.

والله من وراء القصد,,, التماس طلاب الجامعات المصرية للمعلومات حول قضايا الإرهاب من شبكات التواصل الاجتماعي

دراسة ميدانية على طلاب جامعة أسيوط

إعـداد

د. ماجدة محمد عبد الباقي

مدرس بقسم الإعلام كلية الآداب

    جامعة أسيوط - جمهورية مصر العربية

مشكلة الدراسة:

تتحدد مشكلة الدراسة في تحليل أنماط وعادات تعرض طلاب الجامعات المصرية لشبكات التواصل الاجتماعي في بحثهم عن المعلومات المرتبطة بقضايا الإرهاب والتماسهم لها من خلال هذه الشبكات، وإلقاء الضوء علي العوامل المؤثرة في هذه العملية في إطار مدخل التماس المعلومات الذي يعد من أنسب المداخل النظرية لدراسة جمهور وسائل الإعلام في بحثها عن المعلومات من خلال هذه الوسائل وخاصة شبكات التواصل الاجتماعي أو الإعلام الإلكتروني الجديد بما له من خصائص تسمح للفرد بقدر من الحرية والتحكم في البحث عن المضامين الاتصالية, وهو ما يسهم في رصد وتوصيف وتحليل وتفسير هذه الظاهرة وصولا إلى الإجابة عن التساؤل الرئيس في هذه الدراسة والخاص بمدي نجاح شبكات التواصل الاجتماعي في أداء دورها كوسيط اتصالي يمثل ضمن خدمات شبكة الانترنت الإعلام الإلكتروني الجديد الذي يجمع بين مميزات الصحافة والإذاعة والتلفزيون.

أهمية الدراسة:

ترجع أهمية الدراسة إلى العديد من العوامل منها:

 قلة الدراسات التي تتناول علاقة الشباب وخاصة طلاب الجامعات بمواقع التواصل الاجتماعي خاصة في وقتنا الحالي نظراً لما أصبحت تمثله وسائل الإعلام الإلكترونية من أهمية مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية, وما تمثله فئة الشباب من أهمية باعتبارها أكثر الفئات تعرضاً لهذه الوسائل واعتبارها عماد الوطن ومستقبله.

أهداف ومنهج وأداة الدراسة:

تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق هدف رئيس يتفرع منه مجموعة من الأهداف الفرعية، ويتمثل الهدف الرئيس للدراسة في التعرف على مدى التماس طلاب الجامعات المصرية للمعلومات حول قضايا الإرهاب من شبكات التواصل الاجتماعي من خلال الإجابة على مجموعة من التساؤلات وتحقيق مجموعة من الفروض في إطار مدخل التماس المعلومات, مستخدمة منهج المسح بالعينة والاستبيان كأداة لجمع المعلومات, فضلاً عن استخدام مجموعات النقاش المركزة Fox Group على عينة من طلاب جامعة أسيوط بكلياتها النظرية والعملية حيث يبلغ حجم العينة 200 مفردة.

والله ولي التوفيق,,,