انطلاقا من إيمانه بأهمية الإعلام ودوره في تسليط الضوء على قضايا الوطن ورقيه وتقدمه، قال معالي الأستاذ الدكتور أسامة العبد –الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية-، خلال مشاركته في مؤتمر "الإعلام بين التعصب وقبول الآخر"، والذي عقد بكلية الإعلام بالجامعة الحديثة يوم الاثنين، الموافق: 22 ديسمبر 2019م:
للإعلام أهمية كبرى، ومنزلة عظمى، في مختلف المجتمعات، ودوره مهم في تحقيق الأهداف الإيجابية على جميع الأصعدة سياسيا، وأمنيا، وعسكريا، واجتماعيا، واقتصاديا، وثقافيا، ودينيا، فيما لو استخدم بالطريقة المُثلى، ولا شك أنه وسيلة لرقي المجتمع حكومة وأفرادا، ووسيلة عالية وغالية لنشر القيم والمبادئ السماوية، وتحقيق الأخوة الإنسانية، وهو مُعَبِّر أصيل لمشكلات المجتمع، وتسليط الضوء على قضاياه وهمومه، وعامل قوي في تنظيم المجتمعات، وبنائها، وتقدمها، وازدهارها. وهو سلاح الوطن في محاربة التطرف والإرهاب والتعصب والتشدد والفساد والإفساد، ومن مهامه الأصيلة نشر الوعي في المجتمع، والعمل على نبذ الفُرقة، وتوطيد اللُّحمة الوطنية والاجتماعية، والترويج لخطاب الاعتدال، وقيم التعايش والتسامح وقبول الآخر، وترسيخ مفاهيم الحوار بين الحضارات والثقافات، ومد جسور التواصل مع مختلف الأطراف داخليا وخارجيا، وإنشاء جسور التعاون الحقيقي مع المجتمع الدولي على أساس المصلحة المشتركة ونشر السلام العالمي.
وأضاف معاليه بقوله: فالإعلام بوسائله المختلفة، ومسمياته المتعددة، يلعب دورا هاما وحيويا في عمليات البناء المجتمعي، وتنمية الحس الوطني، وهو قوة تؤثر في ثقافة الإنسان، وفي تشكيل وعيه، وتشكيل الرأي العام، وتوطيد ثقافة الحوار، ومد جسور التواصل الإنساني، وبناء قيم المجتمع الإنساني من خلال التطوير والتنمية فكرا، وثقافة، وسلوكا إيجابيا، وبناء علاقات التعاون والإبداع والإنجاز الإنساني، والابتعاد عن كل ما يعكر الصفو، ولنتذكر قول المولى عزوجل: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" ، وقول الرسول الكريم –صلَّى الله عليه وسلم-: (كلكم لآدم وآدم من تراب).
وأضاف معاليه: وللأسف هناك بعض وسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا في تحريف وتزوير الحقائق بحق الشعوب والسياسات، وهذا ضياع للأمة ومقدراتها، فنحن في حاجة إلى إعلام مهني احترافي قادر على تحقق تواصل حقيقي فاعل ومؤثر في الأوساط المحلية والعربية والدولية، ويمكن الدولة من إرساء قواعد العدل، والحفاظ على كافة المقدرات وأمن الوطن والمواطنين، والإيمان بتعدد الثقافات، وتعزيز الحوارات، والانفتاح على الآخر، والتأكيد على حب الأوطان، ونبذ الكراهية والعنصرية وازدراء الأديان.
وفي ختام كلمته في المؤتمر أكد على ضرورة إعادة تقييم وتقويم الإعلام في كافة صوره، والعمل على إجراء الدراسات، ووضع السياسات والاستراتيجيات التي تساهم في تحسن الصورة الإعلامية، واتباع أساليب حضارية تتناسب مع تقدم المجتمعات، وتشجيع الإبداع والمبدعين، ولا يفوتني قول أمير الشعراء شوقي حينما قال:
لكل زمان مضى آية وآية هذا الزمان الصحف
وختم قصيدته بقوله:
أليس إليهم صلاح البلاد إذا ما الأساس سما بالغرف