يدعو إلى إنتاج وتوطين تكنولوجيا المعلومات بدلا من شرائها على مدى أربع جلسات وجلسة ختامية .. وبأربعة وثلاثين بحثا مقدما من علماء وباحثين من داخل جمهورية مصر العربية، ومن دول العالم الإسلامى والعربى المختلفة، عقدت رابطة الجامعات الإسلامية ممثلة في (لجنة الإعلام والنشر والتواصل الإلكتروني) ، بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية وجمعية كليات الإعلام العربية المؤتمر الدولي الافتراضي “الجامعات والتحول الرقمي .. الفرص والتحديات“.؛ وذلك يوم14 جمادى الأول 1442هـ، 29 ديسمبر 2020م، برعاية كريمة من معالي الشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الكريم العيسي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية. استهدف المؤتمر تشخيص واقع الجامعات العربية والإسلامية من حيث توجهها نحو التحول الرقمي، وعرض تجاربها في هذا المجال ووضع تصور لاستراتيجية مستقبلية للنهوض بمستوي الجامعات، من خلال دعم وتطوير خططها لإحداث طفرة تكنولوجية حقيقية تتسق والتحولات الرقمية والتطورات التكنولوجية التي أصبحت منهاجا للجامعات المتقدمة. وقد ناقش المؤتمر المحاور التالية: 1- مستقبل التعليم الجامعي في عصر المعلوماتية وصناعة المعرفة. 2- التربية الإعلامية في الجامعات في مواجهة التدفق المعلوماتي. 3- الشباب الجامعي وإشكالية التحقق من المعلومات والأخبار المزيفة أو الكاذبة. 4- تطور مناهج كليات الإعلام وتحديات التحول الرقمي. 5- الجامعات والتعليم الهجين في مواجهة الأزمات والكوارث. 6- التأثيرات الاجتماعية والنفسية علي طلاب الجامعات الناتجة عن التعليم الإلكتروني. تحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أ.د.سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة ،ومقرر لجنة الإعلام بالرابطة، والذي أكد في كلمته: أنه إذا كانت الجامعات في الدول المتقدمة قد قطعت شوطاً كبيراً وحققت تقدماً ملحوظاً في مجال التحول الرقمي واستخدام كل ما جاءت به تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات، فإن العديد من الجامعات العربية والإسلامية لا تزال تخطو خطواتها الأولي في هذا المجال، بل إن البعض منها ربما يعجز عن استيعاب التقنيات الحديثة لأسباب متعددة من بينها ضعف الإمكانات، وقصور النظم التعليمية والزيادة المضطردة في أعداد الطلاب. بينما أوضحت أ.د هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام- جامعة القاهرة ورئيس جمعية كليات الإعلام العربية أن مجتمع المعرفة وتحدياته قد فرض تحولات تربوية في الجامعات، في:سياساتها، و استراتيجياتها، وأهدافها، وإدارتها، ومناهجها وبرامجها وطرق وأساليب التدريس، فضلا عن نظم الامتحانات والتقويم، وكان من أهم الأدوار التي يفرضها مجتمع المعرفة على الجامعات هوالتوظيف المكثف لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتحول من استهلاك المعرفة إلى إنتاجها . فيما أشار د.محمد البشاري أمين مجلس المجتمعات المسلمة إلى ضرورة سن التشريعات التي تعمل على مصاحبة ما بعد التحولات الرقمية، مؤكدا أن جائحة كورونا التي واجهها العالم، أسهمت في إسراع المؤسسات التعليمية والجامعات سواء العربية أو الإسلامية أو العالمية نحو التحول الرقمي. كما ألقى أ.د عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية، كلمة ضافية عن إشكاليات التحول الرقمي ، وأهميته ، وسبل الإسهام الفاعل في بناء مجتمع المعرفة. في حين أكد معالي أ.د أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن التحول الرقمي يعتمد على البحث والفهم والتجربة والابتكار وفق استراتيجية محددة تضعها وزارات التعليم العالي في كافة أنحاء العالم لتسهيل عملية التعليم والوصول إلى مستوى متقدم يختلف اختلافا كليا عن الطرق التقليدية القديمة ، فلم يعد المنهج التقليدي في الجامعات كافيا لتحقيق الهدف المرجو منه؛ لذا وجب النهوض بالجامعات في عصر التحول الرقمي لتطوير طرق التدريس والتدريب لتساير التطور التكنولوجي العام.  تجدر الإشارة إلى أن الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر قد بدأت في الساعة الحادية عشر حتى الساعة الثانية عشر والنصف، حيث أتيح لكل جلسة مناقشة ثمانية إلى تسعة أبحاث وورقة علمية. و كان من أبرز الجامعات والمراكز البحثية المشاركة في المؤتمر: 1- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – المملكة العربية السعودية 2- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة – المملكة العربية السعودية 3- جامعة الشارقة- الإمارات العربية المتحدة 4- جامعة أم درمان- السودان 5- جامعة دار النجاح-إندونسيا. 6- جامعة جازان- – المملكة العربية السعودية 7- جامعة إندونسيا 8- المجلس الإسكندنافي للعلاقات- السويد. 9- المجلة الموريتانية لقانون الأعمال والاستثمار- موريتانيا. 10- جامعة محمد الخامس- المغرب. 11- جامعة شريف هداية الله الإسلامية- إندونيسيا. 12- معهد دار النجاح بجاكارتا- إندونيسيا. 13- جامعة فلسطين. 14- المركز الإسلامي- كرواتيا. 15- جامعة الأزهر- مصر 16- جامعة القاهرة-مصر 17- جامعة السويس- مصر 18- الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات-مصر 19- جامعة فاروس- مصر 20- جامعة النهضة-مصر 21- جامعة سيناء-مصر 22- المعهد الكندي العالي للإعلام CIC- مصر 23- المعهد الدولي العالي للإعلام بمدينة الشروق -مصر وتيسيرا على المشاركين فقد تم عقد الجلستين الثالثة والرابعة على التوازي في وقت واحد، حيث تم عمل رابط خاص للجلسة الرابعة ليتاح للباحثين عرض أبحاثهم في وقت بدء فعاليات الجلسة الثالثة ، وفي نهاية الجلسات تم السماح بعمل مداخلات بحثية من المشاركين ، والتعقيب على ما دار في جلسات المؤتمر أو إضافة بعض الملاحظات أو التوصيات، بعدها تم الإعلان عن البيان الختامي للمؤتمر. وقد ألقى البيان الختامي للمؤتمر أ.د سامي الشريف الذي أكد على أن البحوث وأوراق العمل قد قدمت تصوراً ورصداً دقيقاً لمحاولات الجامعات العربية والإسلامية للحاق بركب التقدم التكنولوجي وإحراز تقدم حقيقي في مجال التحول الرقمي في سبيل تحقيق المنافسة علي المستوي العالمي. مضيفا أن هذا المؤتمر الدولي قد حظي بمساندة ودعم من الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية والدكتور أسامة العبد أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية.. وشكرت جمعية كليات الإعلام العربية واللجنة الإعلامية برابطة الجامعات الإسلامية، أعضاء هيئة التدريس بالجامعات العربية والإسلامية وعمداء كليات الإعلام الذين ترأسوا جلسات المؤتمر وتقدموا ببحوث وأوراق عمل أثرت المؤتمر وأضافت إليه.. وقد أوصى المؤتمرون بما يلي: أولاً: إن التحول الرقمي في الجامعات ضرورة تُمليها التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم والتي تتجه به نحو تحقيق مجتمع المعرفة، إلا أنه يجب التأكيد علي أن التحول الرقمي ليس بديلاً عن النظام الجامعي الحالي، بل هو أسلوب ونمط جديد يعتمد علي استخدام إدارة المعرفة والمشاركة الواسعة من الطلاب، والخبرات المتراكمة في إثراء نظم التعليم الحالية بإمكانيات وتقنيات حديثة. ثانياً: إن الجامعات العربية والإسلامية مدعوة وبشدة إلي اتخاذ كافة التدابير لدخول عالم التحول الرقمي، وأن هذا التحول يجب أن يتم بشكل مرحلي وتدريجي وانسيابي ومنظم ومتزامن مع سرعة الإنجاز وفقاً لإمكانيات كل جامعة. ثالثاً: العمل علي جذب الاستثمار العربي الإسلامي لتطوير البنية التحتية للجامعات العربية والإسلامية لتطوير صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبناء قاعدة بيانات لكل أنشطة التكنولوجيا في مختلف قطاعات التعليم المختلفة لكل أنشطة التكنولوجيا في مختلف قطاعات التعليم المختلفة. رابعاً: إن الجامعات العربية والإسلامية مُطالبة بتطوير المناهج التي تقوم بتدريسها للطلاب وغربلتها لتكون متوافقة مع الطفرة التكنولوجية التي وصل إليها العالم، كما أنها مطالبة باستحداث برامج وتخصصات علمية جديدة تتوافق وأحدث ما توصل إليه العلم الحديث، وتحقيق التميز والتنوع في برامجها. خامساً: يجب علي الجامعات العربية والإسلامية العمل علي نشر ثقافة التحول الرقمي كأحد أبرز المناهج الحديثة في إدارة التغيير والتطوير ببعديها الأول المادي وهو التقنيات الحديثة، والثاني وهو البعد الأخلاقي الذي يعني الإلتزام بأخلاقيات التعامل مع هذه التقنيات واستخدامها. سادساً: إن الجامعات العربية والإسلامية مطالبة أكثر من أي وقت مضي بفتح مجال المشاركة الفاعلة والمتوازنة لأعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية والطلاب في وضع برامج التحول الرقمي والعمل علي إنجاحها. سابعاً: المطالبة بإعداد وتأهيل بنية تنظيمية حديثة ومرنة وقيادات واعية تساند التطوير والتغيير وتدعمه وتتعامل بكفاءة مع تكنولوجيا المعلومات، وتكون قادرة علي الإبداع والابتكار وإعادة هندسة ثقافة التحول الرقمي وتوفير الإمكانيات المالية والمادية اللازمة لاستمراية هذا بنجاح. ثامناً: إن الدول العربية والإسلامية مطالبة بالعمل البناء علي إنتاج وتوطين تكنولوجيا الاتصال والمعلومات بدلاً من الإقتصار علي شرائها واستهلاكها. تاسعاً: الاهتمام ببرامج التربية التعليمية في الجامعات العربية الإسلامية لإنتاج جيل واع بكيفية الإفادة من التكنولوجيا الحديثة وتسيرها لخدمة قضايا المجتمعات، بحيث لا تكون التكنولوجيا في حد ذاتها هدفاً بل وسيلة لبلوغ أهداف سوية مخطط لها من قبل. عاشراً: إن التحول الرقمي يحتاج إلى إصدار حزمة من القرارات والتشريعات وتوفير بيئة تشريعية تعترف بنظام التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد وتضبط أداءه في جامعاتنا. ....وتوثيقا للرؤى العلمية التي طرحها المؤتمر وناقشها ، فإن الأبحاث والأوراق العلمية التي طُرحت ونوقشت أثناء فعاليات المؤتمر الدولي الافتراضي" الجامعات والتحول الرقمي .. الفرص والتحديات "سوف تقوم رابطة الجامعات الإسلامية بنشرها في كتاب وترجمتها إلى بعض اللغات الأجنبية، فضلا عن قيام جمعية كليات الإعلام العربية بنشرها وطبعها أيضا ؛ بغية أن تتحقق الأهداف المرجوة من المؤتمر على الصعيدين المحلي والدولي. والله الموفق والمستعان.