احتفلت أمس الأحد رابطة الجامعات الإسلامية بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث نظمت ندوة بعنوان: "المولد النبوي الشريف وأثره في نفوس المسلمين”، بحضور فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، و لفيف من الأساتذة والعلماء بجامعة الأزهر. قدم الندوة أ. سعد المطعني المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وقد رحب مساعد الأمين العام للرابطة أ.د إسماعيل شاهين بفضيلة المفتي و بالسادة الحضور الأفاضل الذين اجتمعوا في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي ذكرى عطره  كريمة، مؤكدا أن الاحتفال بهذه المناسبة هو سنة محمودة، مبينا أن يوم مولده صلى الله عليه وسلم قد شهد الكثير من المعجزات والبشارات الكونية التي تنبىء بقدوم خاتم الأنبياء والمرسلين. كما أوضح سيادته كيف أرسى رسولنا الكريم قواعد الديموقراطية والشورى بين الناس، فكان أول من أسس المفهوم الحقيقي "للمواطنة"، من خلال وثيقة المدينة التي نظمت العلاقة بين اليهود والمسلمين، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من أرسى قواعد"الإعلام النظيف"،إذ حثنا على قول الصدق والبحث عن الحقيقة قبل نشرها. وخلال كلمتة أكد فضيلة المفتي أ.د شوقي علام على أهمية الدور الذي تقوم به رابطة الجامعات الإسلامية في خدمة الأمة الإسلامية، ممتنا لتنظيم هذه الاحتفالية المباركة.  وأوضح المفتي أن الشريعة التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هدفها جلب المصالح ودفع المفاسد في العاجل والآجل، وكل أمور الأمة تدور في هذا الفلك، كما تطرق فضيلته إلى دور النبي في احتواء كافة الفصائل في المجتمع حيث قامت سياسته على التنوع والتعايش ولم تقم على الإقصاء ، فعندما قدم نصارى نجران إلى مسجد النبي  صلى الله عليه وسلم فقد صلوا في مسجده ولم يتم منعهم أو إقصائهم. ودعى فضيلته إلى ضرورة نشر ثقافة الامتزاج الحقوقي  بين الناس الذي يربطه مبدأ" المواطنة". وعن مشروعية  الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قال الأستاذ الدكتور عبد الرحمن محمد المراكبي، الأستاذ بجامعة الأزهر:هناك من يرى في هذا الاحتفال بدعة لم تكن في زمن الرسول ولا أصحابه، لكن يمكن الرد عليهم من كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" للإمام ابن تيمية الذي يقول فيه:اتخذ مولد الرسول موسما إما تعظيما للرسول أو تقليدا لغيرهم مما يفعل النصارى بمولد المسيح فهؤلاء يرجى لهم الأجر والمثوبة عند الله. مضيفا أن الإمام ابن كثير أجاز الاحتفاء بمولد رسول الله ، فنحن عندما نحتفي بمولده الكريم فإنما نحتفي بميلاد دولة حملت ميثاق النبيين جميعا، وقد احتفت السماء قبل الأرض بمولده  صلى الله عليه وسلم، والنبي قد ولد في جزء من الزمن لكن وجود رسول الله استوعب الزمن كله في حاضره ومستقبله. واتفق أ.د محمود مزروعة الأستاذ بجامعة الأزهربجواز الاحتفال بهذه الذكرى العطرة، داعيا الجميع إلى ضرورة أن نستن بسنة النبي وأن نرتبط به، وان نمشي على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم؛لاسيما في ظل انشغال الناس بدنياهم ، لذا فنرى في هذه المناسبة فرصة جميلة لتذكيرهم برسول الله وسنته الشريفة. بينما أكد أ.د سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة على أننا كمسلمين قد أخذنا من السنة النبوية القشور فقط، مع أننا مأمورين بالعمل ، بل وتقديم العمل على أرض الواقع، مبينا أن الإسلام قد ظل طوال التاريخ محورا للهجوم من قبل الكثير من المستشرقين وقد زادت حدة هذا الهجوم بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر؛ لهذا فقد تناول الشريف في كلمته   شهادات الكثيرين من المستشرقين (غير المسلمين) في حق النبي، والتي يمكن استغلالها في الرد على مثل هذه الحملات المستعرة ضد شخص الرسول الكريم وضد الإسلام بوجه عام.  ومن جانبه قال د. نبيل السمالوطي الأستاذ بجامعة الأزهر أن الرسول قد جاء في إرساء دولة وبناء أمة، فلم يذهب  إلى المدينة غازيا ولا فاتحا ، بل كان أول من رسخ لدولة تعاقدية تقوم على أحقية المواطنين في اختيار الحاكم. وفي حب رسول الله ألقى السفير أشرف عقل قصيدة فيها مدحا لصفات وخصال النبي العظيمة، كما تناول أ.د محمد زينهم رئيس جمعية الحضارة والفنون الإسلامية البدايات التاريخية  للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في عهد الفاطميين وغيرهم، أما أ.د أحمد الطيار فقد تناول أقوال بعض المستشرقين المنصفين عن النبي كما تناول ما جاء في الكتاب الرائع للعقاد "عبقرية محمد " ، حيث تناول  ملامح من عبقريته  صلى الله عليه وسلم في الدعوة، فضلا عن  وعبقريته العسكرية والإدارية. واختتمت الندوة بالتأكيد على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الكريم مع ضرورة السير على نهج الرسول والامتثال لأوامره لكي نرتقي بين الأمم بالعمل لا بالأقوال فحسب.