تقرير وتوصيات ندوة "الوقاية خير من العلاج" التي عقدتها رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة الأربعاء الموافق: 18/5/2022م
حول الوقاية خير من العلاج وأهميتها وانطلاقا وتماشيا مع فكر الدولة المصرية المتمثل في رؤية القيادة الرشيدة للرئيس السيسي لبناء بيئة صحية، والحفاظ على صحة وبناء المواطن المصري، تأتي هذه الندوة العلمية "الصحة والتنمية المستدامة"، والتي أقامتها رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جامعة الأزهر والاتحاد العربي للتنمية المستدامة؛ وذلك يوم الأربعاء الموافق: 18/5/2022م، بمقر نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، حيث حضرها كوكبة من أهل العلم والأطباء والخبراء والإعلاميين وغيرهم، تقدمهم معالي الأستاذ الدكتور أسامة العبد –الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية-، ومعالي الدكتور أشرف عبد العزيز –الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة، ومعالي أ.د. محفوظ الشهاوي –الخبير الدولي، رئيس الجمعية العالمية لطب القلب الوقائي والأستاذ بجامعة سارسوتا الأمريكية بولاية فلوريدا-، ومعالي أ.د. جميلة نصر –أستاذ ورئيس قسم القلب والأوعية الدموية بكلية الطب جامعة قناة السويس-، ممثلة قارة أفريقيا في الجمعية العالمية لطب القلب الوقائي، ومعالي أ.د. جمال جمعة مدني –أستاذ ورئيس قسم الحياة البرية بجامعة قناة السويس والمستشار العلمي للاتحاد العربي للتنمية المستدامة-، فضلا عن لفيف من ذوي الاختصاص والمثقفين والإعلاميين والشخصيات العامة.افتتحت الندوة بالسلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية، ثم بدأت فعالياتها بإلقاء الكلمات والمحاضرات، حيث استفتح الدكتور أشرف عبد العزيز الندوة بكلمة أشار فيها إلى مدى شكره وعمق تقديره إلى شخص معالي أ.د. أسامة العبد، على سرعة استجابة سيادته في عقد الندوة واتخاذ ما يلزم نحو إقامتها، كما وجه التحية والتقدير لكل الحضور والمشاركين، منوها إلى مدى أهمية هذه الندوة في تحقيق وتوفير معيشة صحية لجميع فئات الشعب، وذلك اتساقا مع رؤية القيادة المصرية الحكيمة.ثم تأتي كلمة معالي أ.د. أسامة محمد العبد –الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية-، والتي رحَّب في بدايتها بالحضور جميعا، موجها لهم تحياته، وتحيات معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى –رئيس رابطة الجامعات الإسلامية والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي-، مبديا سيادته الشكر والامتنان لمعالي الشيخ الدكتور العيسى على المؤتمر الناجح، الذي عُقد بقيادة معاليه مؤخرًا في المملكة العربية السعودية، في الفترة من 11 مايو 2022م، والذي تناول القيم الإنسانية المشتركة بين أتباع الأديان، حيث جمع نخبة كبيرة من الرؤوس الدينية من شتى أنحاء العالم، من أجل تطبيق تلك المشتركات الإنسانية، كما توجه بخالص التحية والشكر لرئيس جامعة الأزهر أ.د. محمد حسين المحرصاوي، على صادق التعاون في إقامة هذه الندوة، ثم أشار معاليه إلى أهمية هذا اللقاء العلمي، مشيرا إلى أهمية العلم في حياة وبناء المجتمعات وتطورها وتنميتها، فهذا هو العلم المحمود الذي يحرص عليه ديننا الإسلامي الحنيف، حيث يقول تعالى في محكم التنزيل: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" سورة المجادلة: من الآية 11، وقوله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" سورة الزمر: من الآية 9، وقوله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" سورة فاطر: من الآية 28، وكذك قول الرسول –صلَّى الله عليه وسلم-: (العلماء ورثة الأنبياء)، والعلم المحمود هو غاية الغايات، وهو المبتغى من هذا اللقاء العلمي المهم، وأن الوقاية خير من العلاج، هو مبدأ إسلامي نبوي شريف، مؤكدا على أن الإسلام حرص كل الحرص على صحة الإنسان وطهارته ونظافته وملبسه ومشربه ومأكله، مشيرا سيادته إلى أن الإسلام أيضا يحث على كل علم نافع للبشرية وليس الشرعي منه فقط، مثمنا سيادته جهد وعمل الدولة المصرية وقيادتها الرشيدة الحكيمة التي تضع على رأس أولوياتها توفير حياة كريمة من خلال بيئة صحية لائقة بالمواطن المصري وبجميع فئات الشعب، انطلاقا من إيمان عميق بأنه لا توجد تنمية ولا تطور إلا من خلال مجتمع صحي آمن مطمئن، صحيح الفكر والعقل والبدن.كما أشار سيادته إلى أن هناك عملا عظيما وغير مسبوق على المستوى الحكومي للدولة المصرية في القضاء على الفيروسات وتوفير بيئة ومعيشة صحية لائقة لجميع فئات الشعب، وهو ما لاقى إشادة دولية من منظمات الصحة العالمية.كما أكَّد معاليه على أن كل المنظمات والهيئات والمجالس النيابية، ومنها رابطة الجامعات الإسلامية، والتي تضم في عضويتها مائتي جامعة إسلامية، تحرص أشد الحرص على الإسهام في كل ما من شأنه الارتقاء بالفكر والعمل تكاتفا مع المجتمع في بناء الإنسان صحيا وثقافيا ودينيا واجتماعيا، وهذا الدور الذي يجب أن تضطلع به كل الجهات والأفراد والجماعات؛ ليكون تطبيقا عمليا متسقا مع أهداف التنمية المستدامة التي تضعها القيادات الحكيمة على رأس أولوياتها.وفي نهاية كلمة سيادته، أعرب عن خالص التقدير لجميع الحضور، وخاصة هؤلاء العلماء والخبراء الأجلاء، الذين تحملوا عناء السفر ومشقته؛ بغية أن يكونوا مشاركين بعلمهم في هذه الندوة العلمية المهمة، متمنيا ومبتهلا إلى الله تعالى أن تحقق الندوة الغاية المرجوة منها وما تصبوا إليه من تطلعات نحو إيقاظ الوعي لدى المجتمعات بأهمية الوقاية والطب الوقائي، مختتما كلمته بقول الله عزوجل في محكم التنزيل: "وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" سورة التوبة الآية: 105.ثم أعطيت الكلمة لمعالي أ.د. محفوظ الشهاوي –الخبير الدولي لطب القلب الوقائي-، والذي ألقى محاضرة حول كيفية تطبيق "الوقاية خير من العلاج"، حيث أوضح خلالها خطورة مرض السكر وتأثيره على جميع أجهزة الجسم وأهمية المتابعة لضبط مستوى السكر في الجسم، مشيرا إلى أن ضغط الدم هو السبب الرئيس في حدوث المشاكل الصحية التي يعاني منها الإنسان، وضرورة المتابعة لقياس ضغط الدم، وأن أفضل طريقة لذلك تكون من خلال المنزل، وفي وضع الجلوس، ووضع مؤشر جهاز ضغط بدون حائل، مشيرا إلى أن الضغط الطبيعي هو 120/80، كما أشار سيادته إلى مشكلة ارتفاع الكوليسترول، الذي يسبب انسداد الشرايين في المستقبل، والذي يعود إلى بعض السلوكيات الخاطئة، مثل:
الوزن الزائد الذي يؤثر بالسلب على صحة الإنسان.
التدخين الذي يؤثر على كل الجسم.
وقد نصح سيادته بتقليل الدهون في الطعام، وضرورة مشاركة الحكومات في إنجاح هذه المنظومة الصحية الوقائية، والتي تعد هي أفضل طريقة للحفاظ على الصحة وتقليل التكلفة لها.ثم تحدثت أ.د. جميلة نصر –أستاذ ورئيس قسم القلب والأوعية الدموية بكلية طب جامعة قناة السويس-، والتي تناولت خطورة الأمراض المزمنة، وأن نسبة الوفيات بسببها هي أعلى من نسب الوفاة بسبب الأمراض المعدية، مشيرة إلى أهمية اتباع أساليب الوقاية للتمتع بقلب سليم، وعليه قدمت مجموعة من النصائح الوقائية، منها:
عدم التدخين، وأهمية التفكير الإيجابي للوصول إلى حالة نفسية جيدة، فضلا عن المشي ثلاثة كيلو متر يوميا للوقاية من أمراض كثيرة، إلى جانب أهمية طبق السلطة بمكوناته الصحية يوميا، مع الالتزام بشرب 2 لتر ماء يوميا، وأكل السمك مرة على الأقل كل أسبوع.
ثم تحدثت أ.د. إيناس سلام –زميل واستشاري الأمراض الصدرية-، عن "متلازمة ما بعد كورونا"، حيث أوضحت أن فيروس كورونا، هو معركة بين مناعة الجسم والفيروس، وأن نتاج هذه المعركة تتحدد حسب قوة مناعة الجسم أو ضعفه بمواجهة هذا الفيروس، والذي قد ينتج عنه بعض الآثار أو الأعراض التي تستحق العلاج والمتابعة، ومن أهم هذه الأعراض:
الإجهاد البدني المزمن غير المبرر، وآلام المفاصل والعضلات وزيادة الكحة أو رجوعها مرة أخرى بعد التعافي منها، فضلا عن عدم التركيز وصعوبة في النوم أو الذاكرة.
واختتم الجلسة العلمية أ.د. جمال جمعة –رئيس قسم الحياة البرية بجامعة قناة السويس-، حيث تناول سيادته التغيرات المناخية، وأثرها على البيئة والتنمية المستدامة؛ وذلك نتيجة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي ازدادت بعد الثورة الصناعية الرابعة، مشيرا إلى أهمية انعقاد مؤتمر كوب 27، الذي سيقام بمشيئة الله تعالى بمدينة شرم الشيخ في مصر، بحضور 190 رئيس دولة، ورؤساء ووزراء وعدد كبير من الجمعيات والاتحادات مما يدل على أمان واستقرار الدولة المصرية، والتي تسهم بدور كبير وفاعل في حل مشاكل التغيرات المناخية، ثم جاءت المداخلات والأسئلة والمناقشات، والتي أجاب عنها العلماء الأجلاء..
وفي الختام، أكَّد الحاضرون والمشاركون على الآتي:
ضرورة رفع مستوى الوعي لدى المجتمعات بصفة عامة وبالطب الوقائي وأهميته بصفة خاصة.
إيقاظ الهمم للحد من انتشار الأمراض والأوبئة من خلال رفع شعار "الوقاية خير من العلاج".
أهمية التركيز وإلقاء الضوء على خطورة التدخين على الصحة والبيئة.
ضرورة تكاتف وتعاضد كل الهيئات والمنظمات مع الدول والحكومات في تحقيق الأهداف المرجوة حول بناء معيشة ثقافية صحية، وزيادة الوعي المجتمعي.
مساندة الدولة وقيادتها الرشيدة في إطلاق المبادرات التي تساعد على بناء الإنسان صحيا ونفسيا وبدنيا؛ بغية تأهيله للمشاركة في تحقيق التنمية المستدامة.
ضرورة التوعية بمخاطر الأمراض المزمنة والمتوطنة بتعاون مشترك بين الدولة والمجتمع بكل فئاته.
إنشاء منصة علمية بحثية، تكون على تواصل مع كل العلماء المصريين، وغيرهم من العلماء الذين ينتمون لجامعات أعضاء في رابطة الجامعات الإسلامية المنتشرين في جامعات العالم؛ لنشر كل جديد يتصل بصحة الإنسان، الذي هو مناط اهتمام كل الدول والحكومات، وخاصة في جمهورية مصر العربية.
وأخيرا: وحرصا من الهيئة العلمية المنظمة للندوة، فقد أوصت بإقامة مؤتمر دولي كبير، يضم كافة الموضوعات والأطروحات، التي تم تناولها في الندوة، والعمل على تحقيق أهدافها بتعاون مشترك بين رابطة الجامعات الإسلامية والاتحاد العربي للتنمية المستدامة، على أن يكون هذا بالتنسيق في قابل الأيام.