نظمت رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جريدة عقيدتي احتفالية دينية بعنوان:" وما ينطق على الهوى "والتي جاءت احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك بمقر الجريدة مساء الأحد 7/9/2025م.
في بداية اللقاء رحب الأستاذ مصطفى ياسين رئيس تحرير عقيدتي بالمنصة الكريمة، وبالحضور الذين جاءوا احتفالا واحتفاءً بذكرى مولد خير الأنام، حيث أكد أن هذا اللقاء يأتي ترجمة لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دعا في أخر خطاب له إلى ضرورة غرس القيم المحمدية في المجتمع، وفي الشباب بصفة خاصة، مضيفا أننا كمسلمين لابد وأن نفخر بمرجعيتنا للهدي النبوي والسنة المشرفة.
كما أشاد رئيس التحرير بالعلاقات الطيبة التي تربط بين رابطة الجامعات الإسلامية وجريدة عقيدتي، ومؤسسة أخبار اليوم.
وخلال كلمته أكد معالي الأستاذ الدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أن: هذا الاحتفال يأتي بمناسبة مرور ألف وخمسمائة عام على مولد سيد الخلق والأنام وهادي البشرية جمعاء، حيث تناول بالعرض موضوع يطُل برأسه من وقت لآخر علينا، والذي يقوده أعداء الإسلام ومنكرو السنة النبوية الشريفة من أولئك الذين ينفثون سمومهم للطعن في السنة النبوية والتشكيك في منهجية المحدثين في قبول الحديث ورده والطعن في بعض الصحابة وناقلي السنة من العلماء والرواة.
وأوضح معاليه أنه إذا كان القرآن الكريم قد وضع القواعد والأسس العامة للتشريع والأحكام، فإن السنة قد عنيت بتفصيل هذه القواعد وبيان تلك الأسس، ولا يمكن للدين أن يكتمل ولا للشريعة أن تتم إلا بأخذ السنة جنباً إلى جنب مع القرآن، وعلى مدى التاريخ ظهر أولئك الذين يدعون إلى إنكار السنة النبوية وإثارة بعض الشبهات حولها والدعوة إلى إسقاط الحاجة إليها بدعوى أن القرآن يكفينا.
لافتا إلى أن الساحة الإعلامية قد شهدت تطورات هائلة جراء ثورتي الاتصالات والمعلومات التي سهلت من انطلاق الأفكار والمعلومات وعززت من مكانة وسائل التواصل الاجتماعي وقدرتها على التأثير وهو أمر محمود بلا شك، إلا أنه استُغل من قبل بعض الدخلاء والمغرضين الذين استخدموا تلك الوسائط في النيل من الأديان والقيم والمعتقدات الراسخة، مستغلين شيوع الجهل بين الناس فراحوا ينفثون سمومهم للطعن في السنة النبوية والتشكيك في منهجية المحدثين في قبول الحديث ورده والطعن في بعض الصحابة وناقلي السنة من العلماء والرواة .
وقد أشاد معالي الأمين العام بتاريخ مصر المشرف في قيادة معركة التنوير والوسطية ، حيث إنها هي التي صدّرت للعالم كله علوم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وحظيت مؤسساتها الدينية وعلماؤها الأجلاء بمكانة رفيعة ومتميزة في جميع أنحاء العالم في الدفاع عن كتاب الله وسنة نبيه الكريم ، والتصدي لكل محاولات الجهلاء والحاقدين والمزيفين للنيل من مصدري التشريع.
بينما أكد الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن: ابن تيمية يقول: قد أُثّم من لم يحتفل بالنبي صلى الله عليه وسلم، موضحا قول الحق تعالى في القرآن الكريم: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم" ، كما قال تعالى: ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)
والمقصود هنا من كلمة (برحمته) هو النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن الله قد أنعم على العالمين بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في صحيح البخاري: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين))." " فمن لم يفرح بتقديم النبي عن حب نفسه فقد أثم.
مؤكدا أن الفرح بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة وليس عادة، طالما أن الاحتفال يتم بطرق مشروعة.. فالفرح عبادة كأي عبادة قد يحدث فيها خطأ ...هذا الخطأ لا يسري التحريم على الأصل.. ولا يسري المنع على الأصل، كالخمر التي هي مثلا محرمة لكن هل نمنع العنب كي لا يصير نبيذا؟
...بينما تطرق الأستاذ الدكتور علي فؤاد مخيمر مؤسس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد إلى ماهية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وما أكده العلم الحديث لما ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية من حقائق منذ ١٥٠٠ عام، موضحا أن العديد من التوجيهات النبوية الشريفة قد لا نفهم المغزى منها، لكن العلم الحديث قد أكد مؤخرا العديد من الحقائق والإشارات التي لها مدلولات صحية تؤكد على أنها تعود بالفضل على الإنسان.. ولعل من بين هذه الأمور "النوم على الجانب الأيمن" هو من أصح الأوضاع للنوم.. وهذا ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 14 قرنا.. فالنوم على الجانب الأيمن يريح الرئة ويجعل القلب يضخ بهدوء دون معاناة وكما أن الكبد يستلقي على الجانب الأيمن والمعدة تستلقي عليه بوضع مريح مما يجعل هذه الوضعية من أفضل الوضعيات.
واختتم كلمته بأن الغرب قد أنصف الغرب أكثر مما نصفناه نحن المسلمون، فقد فتشوا في هديه وأثبتوا فضل تفوق السنة والقرآن الكريم وتقدمهم بقرون عن العلم الحديث، فها هو برنالد شو يقول:" لو أن محمدا بيننا الآن لحل مشاكل العالم وهو يرتشف فنجان من القهوة"
يذكر أن الاحتفال قد حضره كوكبة من الصحفيين والمثقفين والعلماء المحبين لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، احتفاء بهذه الذكرى العطرة على قلب كل مسلم، في مشارق الأرض ومغاربها.
الاثنين, سبتمبر 8, 2025 - 13:27