عرض كتاب

أمة تدعو إلى الخير

للأستاذ الدكتور / محمد سيد محمد

          إن هذا الكتاب "أمة تدعو إلى الخير" هو تصدى لمشكلات أثيرت من قبل وتثار اليوم بشدة حول جانب خاص من جوانب الفكر الإسلامي، هو الجانب الخاص بالدعوة إلى الإسلام، وقد استعرض المؤلف دراسات متصلة بالدعوة الإسلامية، دور الأمة الإسلامية كأمة كلفت بحمل رسالة السماء وإبلاغها إلى الغير، ومن ثم فإننا نجد المؤلف قد أشبعنا دراسة للآيات التي تحدثت عن طبيعة الدعوة الإسلامية وعن التكليف الإلهي لنا لحملها وتوضيحها للناس.         وإذا تأملنا هذه الدراسة، فإننا نستطيع القول بأنها تنتمي إلى الدراسات الوصفية والمقارنة، وأنها تستخدم المنهج التاريخي ودراسة الحالة وأنها تعمد إلى التحليل الكيفي لاستحالة استخدام التحليل الكمي أو استمارات الاستبيان في مثل هذه الدراسة، وأنها تلامس الواقع المعاصر بيد وتمد اليد الأخرى للمستقبل. وأهمية هذه الدراسة كما يرى المؤلف، تنبع من أمرين مختلفين الأول: هو التكليف وهو ضرورة أن ندعو لحرب ثقافية، والأمر الثاني: أننا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الميلادي نتعرض لحرب ثقافية هائلة في ظل ظروف لنا بالغة الصعوبة والضيق وهيمنة من عدونا لم تتح له منذ أكثر من قرن من الزمان، وليس أمامنا إلا أن نصارع بالعقل والمنطق والخطاب المنير، إن ما تهدف إليه هذه الدراسة بإيجاز شديد ووضوح أشد هو أن نتحرى كيفية الدعوة في عالمنا المعاصر، كما يستطلع هلال رمضان في يوم غائم وقد قسم المؤلف هذه الدراسة إلى خمسة فصول وخاتمة.         في الفصل الأول وعنوانه، تحديد المصطلحات، حاول المؤلف في المحور الأول منه أن يحدد مفهوم الخير، وقد التمس هذا المفهوم من القرآن الكريم.         أما المحور الثاني من هذا الفصل، فكان لتحديد مصطلح الدعوة، فقد أوضح المؤلف أن ذلك التحديد يستوجب أن يسبقه تعريف بالعقيدة وأن يلحق به تعريف الحضارة والثقافة حتى يبرز مصطلح الدعوة أكثر وضوحا.         وفي الفصل الثاني تحدث المؤلف عن وسائل الإعلام في عصر النبوة.         وكان الفصل الثالث عن عالمنا المعاصر، وسلط فيه المؤلف الضوء على الكتب الجديدة التــــي تمثـــــــل - في رأيه- الأناجيل الغربية الجديدة للهيمنة على العالم الإسلامي وشرح الأفكار المغلوطة فيها ونقدها.         وخصص المؤلف الفصل الرابع للمواجهة والاتصال الثقافي وبين أنهما وجهان متلازمان. وفي الفصل الخامس والأخير الذي اتخذ له المؤلف عنوانا هو: "خطة اتصالية واقعية" تحدث في المحور الأول منه عن الإبداع المطلوب وهو السهل الممتنع، وفي المحور الثاني بين ضرورة تجميع الجزر المتفرقة في الدعوة الإسلامية، وطالب في المحور الثالث بأن تعتمد خطتنا في الدعوة والإعلام الإسلامي على كثير من التفعيل وقليل من الإنشاء.         وفي خاتمة الدراسة وضع المؤلف تصورا لإنشاء مركز عالمي للإعلام الإسلامي يمكن أن يمثل قاطرة تجر العربات الكثيرة المتواجدة على الساحة الإسلامية لتشكل قطارا واعدا ينقل أساليب الدعوة من حال إلى حال أقوى وأفضل.

والله ولى التوفيق,,,