عرض كتاب أصول الفقه
مدخل لعلم الأصول
للأستاذ الدكتور/ محمد السيد الدسوقي
إذا كان لبعض الأمم تراث فكرى وحضاري تعتز به وتفخر، فإن الأمة الإسلامية خليقة بأن تعتز كل الاعتزاز بهذا التراث الفقهي المجيد الذي يعد بحق ثروة علمية فريدة في تاريخ البشرية، ويرجع الفضل في هذه الثروة الرائعة إلى المنهج العلمي الذي وضع جذوره الأولى القرآن الكريم، ثم نما وتطور بعد ذلك على أيدي عدد من العلماء والفقهاء على مدى عدة قرون أخلصوا للعلم إخلاصا نادرا، وهذا المنهج عرف بعلم أصول الفقه. وهذا العلم ابتكره العقل الإسلامي فليس له روافد أجنبية وقد سبق به علماء الإسلام فقهاء القانون في العالم. ولم يُكتب في تاريخ هذا العلم دراسة جمعت بين أصول المذاهب جميعها، لم تفرق بين سنة وشيعة، ولأن الدعوة إلى التقريب بين أتباع هذه المذاهب قد كثر الحديث فيها، فإن هذه الدراسة أصبحت اليوم ضرورة علمية من أجل تجديد علم الأصول وتحريره من نطاق المذهبية حتى يتسنى لنا دراسة علم الأصول دراسة مقارنة. أما منهج الدراسة عند المؤلف فإنه يتركب من تمهيد وسبعة فصول وخاتمة، يتناول التمهيد فيها التعريف بأهم المبادئ العامة لعلم أصول الفقه. ودرس الفصل الأول علم أصول الفقه قبل التدوين، وهذا الفصل يتركب من أربعة مباحث، درس المبحث الأول الجذور الأولى لعلم الأصول، وبين المبحث الثاني أصول الفقه في عصر الصحابة، وعرض المبحث الثالث لأصول الفقه في عصر التابعين ودرس المبحث الرابع أصول الفقه في القرن الثاني. أما الفصل الثاني فقد تحدث عن أول من دون علم أصول الفقه، وعقد الفصل الثالث للكلام عن علم أصول الفقه بعد الإمام الشافعي. أما الفصل الرابع، فيعرض لمناهج الأصوليين في الكتابة الأصولية، ويدرس الفصل الخامس الكتابة الأصولية في عصر التقليد، بينما يدرس الفصل السادس التأليف في علم الأصول في العصر الحديث، ويشتمل هذا الفصل على ثلاثة مباحث: يعرض المبحث الأول لعلم الأصول في المدرسة السنية، على حين يتحدث المبحث الثاني عن هذا العلم في المدرسة الإمامية، ويقدم المبحث الثالث موازنة موضوعية بين المدرستين. وأما الفصل السابع فيتحدث عن تجديد علم الأصول، وسجلت الخاتمة أهم نتائج الدراسة وبعض التوصيات.والله وراء القصد وهو يهدى سواء السبيل,,,
